سلسبيل (١) ، إذا فصل بين المثلين حرف أصلى ، ولم يجوز أحد تكرير الفاء من غير فصل بحرف أصلى بين المثلين.
هذا ، وإن كان ثانى الكلمة ياء والثالث والرابع كالأول والثانى نحو صيصية لم يقل : إن إحدى الياءين من الغالبة ، وتكون زائدة ؛ لأن معها ثلاثة أصول ، وذلك لأن هذا القول يؤدى إلى التحكم ؛ إذ ليس إحدى الياءين أولى من الأخرى ، وأيضا لو قلنا إن الأولى زائدة لكان الكلمة من باب يين (٢) وببر ، ولو قلنا بزيادة الثانية لكانت من باب قلق ، وكلاهما قليل ، ولا يمكن الحكم بزيادتهما معا ؛ لئلا تبقى الكلمة على حرفين ، وكذا لا نحكم فى نحو قوقيت بزيادة إحدى حرفى العلة ؛ لدفع التحكم ، وكذا فى عاعيت (٣)
__________________
(١) انظر (ح ١ ص ٩ ، ٥٠)
(٢) يين ـ بفتح الياء الأولى وسكون الثانية ـ : عين بواد يقال له : حورتان. قاله الزمخشرى ، وقال غيره بين : اسم واد بين ضاحك وضويحك ، وهما جبلان أسفل الفرش ، ذكره ابن جنى ، وقال نصر : يين : ناحية من أعراض المدينة على بريد منها ، وهى منازل أسلم بن خزاعة ، وقال ابن هرمة :
أدار سليمى ، بين يين فمثعر |
|
أبينى فما استخبرت إلّا لتخبرى |
ويقال : يين بئر بوادى عباثر ، قال علقمة بن عبدة :
وما أنت أم ما ذكره ربعيّة |
|
تحلّ بيين أو بأكناف شربب |
(٣) قال فى القاموس : «وفى كتب التصريف : عاعيت عيعاء ، ولم يفسروه ، وقال الأخفش : لا نظير لها سوى حاحيت وهاهيت» اه ، وتقول : عاعى ، إذا دعا ضأنه بقوله «عا». و «عا» اسم صوت ، وقال الراجز :
يا عنز هذا شجر وماء |
|
عاعيت لو ينفعنى العيعاء |
قال فى اللسان : «وقال الليث : عا مقصورة زجر للضئين ، وربما قالوا : عو ، وعاء ، وعاى ، كل ذلك يقال ، والفعل منه عاعى يعاعى معاعاة وعاعاة ، ويقال أيضا : عوعى يعوعى عوعاة ، وعيعى يعيعى عيعاة وعيعاء ، وأنشد :
وإنّ ثيابى من ثياب محرّق |
|
ولم أستعرها من معاع وناعق» اه |