وحاحيت (١) ، والأولى أن يقال فى ياء قوقيت : إنها كانت واوا قلبت ياء كما فى أغزيت وغازيت ، على ما يجىء فى باب الإعلال ، فيكون فى قوقيت فى الأصل واوان ، كما أن فى صيصية ياءين.
وقال الخليل : أصل دهديت دهدهت (٢) ؛ لاستعمالهم دهدهت بمعناه ، ولا منع أن يقال : ياء نحو قوقيت أصلية ، وإنها ليست ببدل من الواو ، وأما نحو حاحى يحاحى فهو عند سيبويه فعلل يفعلل ؛ بدليل أن مصدره حاحاة وحيحاء كزلزلة وزلزال ؛ وقال بعضهم : هو فاعل يفاعل ، بدليل قولهم : محاحاة ومعاعاة ، وقال سيبويه : بل هو مفعللة للمرة كزلزل يزلزل مزلزلة ، والأصل محاحية ، قلبت الياء ألفا ، والألف الأولى عند البصريين فى حاحى وعاعى ياء قلبت ألفا ، وإن كانت ساكنة ، لانفتاح ما قبلها كما قالوا فى ييأس ويوجل : ياءس وياجل ، قالوا : وإنما اطرد قلب الياء الأولى ألفا مع شذوذ ذلك فى ياءس وطائى لأنه استكره
__________________
(١) حاحى : دعا معزاه بقوله : حا ، ويقال : حاحيت حيحاء ومحاحاة ، إذا صحت ، قال أبو زيد : حاح بضأنك وبغنمك : أى ادعها ، وقال :
ألجأنى القرّ إلي سهوات |
|
فيها وقد حاحيت بالذّوات |
قال الجوهرى : «حاء : زجر للأبل ، بنى على الكسر لالتقاء الساكنين ، وقد يقصر ، فان أردت التنكير نونت ، قال سيبويه : أبدلوا الألف بالياء لشبهها بها ، لأن قولك : حاحيت ، إنما هو صوت بنيت منه فعلا ، كما أن رجلا لو أكثر من قوله «لا» لجاز أن يقول : لا ليت ، يريد قلت : لا ؛ ويدلك على أنها ليست فاعلت قولهم : الحيحاء والعيعاء بالفتح ، كما قالوا : الحاحاة والهاهاة ، فأجرى حاحيت وعاعيت وهاهيت مجرى دعدعت ؛ إذ كن للتصويت» اه من اللسان بتصرف
(٢) دهدهت الحجر ودهديته : إذا دحرجته ، فتدهده وتدهدى ، كرهوا التضعيف فأبدلوا ثانى المثلين ياء ، كما قالوا : تظنيت فى تظننت ، وتربيت فى تربيت ، وهذا عندهم مقصور على السماع على ما يجىء فى باب الأبدال