يخرج بزيادة بعض دون الآخر ، فإن لم يخرج بتقدير زيادة منها : فإما أن يكون فى الكلمة إظهار شاذ بتقدير زيادة بعضها ، أو لا يكون ، فإن كان فإما أن يعارضه شبهة الاشتقاق أولا ، وأعنى بالمعارضة أن الاجتناب عن الإظهار الشاذّ يقتضى زيادة أحدهما ، وشبهة الاشتقاق تقتضى زيادة الآخر ، كما فى يأجج ومأجج ، فإن التجنب عن الإظهار الشاذ يقتضى أن يكون فعللا ؛ فيكون التضعيف للإلحاق ، فيكون الإظهار قياسا كما فى قردد ، ولو كانا يفعل ومفعلا وجب الإدغام ؛ لأن هذين الوزنين لا يكونان للإلحاق ؛ لما ذكرنا أن الميم والياء مطرد زيادتهما فى أول الكلام لمعنى ، وما اطرد زيادته لمعنى لم يكن للالحاق ، وشبهة الاشتقاق تقتضى أن يكونا يفعل ومفعلا ، لأن يأج ومأج مهملان فى تراكيب كلام العرب ، بخلاف أجج (١)
فنقول : إن عارضت الإظهار الشاذّ شبهة الاشتقاق كما فى المثال المذكور قيل : إن الترجيح للاظهار الشاذ ، فنحكم بأن يأجج فعلل حتى لا يكون الإظهار شاذا ، وقيل : الترجيح لشبهة الاشتقاق ، فنحكم بأنه يفعل ، وهو الأقوى عندى ؛ لأن إثبات تركيب مرفوض فى كلام العرب أصعب من إثبات إظهار شاذ ؛ إذ الشاذ كثير ، ولا سيما فى الأعلام ؛ فان مخالفة القياس فيها غير عزيزة ، كمورق ومحبب وحيوة ، وإن لم تعارضه شبهة الاشتقاق ـ وذلك بأن تكون الشبهة فيهما معا كمهدد ، فإن مهدا وهدّا مستعملان. أو لا تكون فى شىء منهما ، أو تكون [وتكون] حاكمة بزيادة عين ما يحكم بزيادته الإظهار الشاذّ لو اتفق هذان التقديران فى كلامهم ـ حكم بالإظهار الشاذ اتفاقا ، وإن لم يكن فى الكلمة
__________________
(١) يقال : أج فى سيره يئج ويؤج أحا وأجيجا إذا أسرع ، ويقال : أجت النار تئج وتؤج أجيجا ؛ إذا احتدمت وسمع صوت لهيبها ، ويقال للماء الملح الشديد الملوحة : أجاج ـ كدخان ؛ فهذا كله يشهد لما قال المؤلف من استعمال «أ ج ج»