معنى النسبة لهذا أيضا ، وهذا يقدح فى قولهم : إن ما هو بمعنى النسبة من المجرد عن الياء إما على فعّال أو فاعل فقط ، وإما جار (١) على ما تضمنه على وجه المبالغة نحو : عزّ عزيز ، وذلّ ذليل ، وشعر شاعر ، وموت مائت ، وهمّ ناصب ؛ فإن جميع ذلك معنى أطلق عليه اسم صاحب ذلك المعنى مبالغة ، إذ العزيز والذليل والشاعر والمائت والهامّ (٢) صاحب العز والذل والشعر والموت والنصب ؛ كما يطلق على صاحب المعنى اسم ذلك المعنى مبالغة نحو رجل صوم وعدل وماء غور : جعل الشعر كأنه صاحب شعر آخر ، كما قال المتنبى :
وما أنا وحدى قلت ذا الشّعر كلّه |
|
ولكن لشعرى فيك من نفسه شعر (٣) |
__________________
تعالى : (مُنْفَطِرٌ بِهِ) اسم فاعل جار على موصوفه ولا تأويل فيه ، وأكثر العلماء على أن السماء مؤنث ولهذا احتاجوا إلى التأويل فى هذه الجملة ، فمنهم من أول فى السماء فذكر أنها بمعنى السقف أو الشىء المرتفع ، فلهذا جاء الخبر عنها مذكرا ، ومنهم من أول فى منفطر فذكر أنه نسب وليس اسم فاعل كالمؤلف ، وليس بجيد.
(١) هذا معطوف على قوله : «إما بمعنى المفعول الخ».
(٢) الذى تقدم التمثيل به «ناصب» فكان الواجب أن يقول ههنا : «والناصب» على أن نفس التمثيل بقوله «هم ناصب» ليس متفقا مع ما قبله من الأمثلة ولا مع ما ذكره من الأصل الذى مثل له ، إلا أن يتمحل له بأن الهم بمعنى النصب فكأنه قال : «ونصب ناصب» أو قال «وهم هام» فيكون متفقا ، ثم إن صاحب اللسان نقل عن العلماء أنهم جعلوا قولهم : «هم ناصب» من قبيل «ماء دافق» و «عيشة راضية» فكأن الهم ينصب فيه : أى فهو اسم فاعل بمعنى اسم المفعول
(٣) هذا البيت من قصيدة لأبى الطيب المتنبى يمدح بها على بن أحمد بن عامر الأنطاكى أولها قوله :
أطاعن خيلا من فوارسها الدّهر |
|
وحيدا ، وما قولى كذا ومعى الصّبر |
ومعنى هذا البيت ـ كما قال العكبرى ـ أنا ما انفردت بعمل هذا الشعر ، ولكن