لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة |
|
تدع الحوائم لا يجدن غليلا (١) |
وأما المثال اليائى (٢) فإن أمثلته فى العربية قليلة جدا ، وقد جاءت على أربعة أوجه ؛ الأول : مثال «علم يعلم» نحو «يبس ، ويتم ، ويقظ ، وبقن ، ويئس». الثانى : مثال «نفع ينفع» نحو «يفع ، وينع (٣)» الثالث : مثال «نصر ينصر» نحو «يمن» الرابع : مثال «ضرب يضرب» نحو «ينع (٤) ، ويسر».
حكم ماضيه :
ماضى المثال ـ سواء أكان واويا أم كان يائيا ـ كماضى السالم فى جميع حالاته (٥) تقول : «وعدت ، وعدنا ، وعدت ، وعدت ، وعدتما ، وعدتم ،
__________________
(١) نقع : روى ، الحوائم : العطاش ، غليلا : حرارة عطش ، يقول : لو أنك تشائين لروى المحب بشربة من ريقك العذب تترك العطاش لا يجدن حرارة العطش ، وذلك فى يدك بترك المجانبة والهجر.
(٢) لم أجد أحدا من العلماء قد بين هذا ، ولكنى أردت ذكره تتميما للبحث ، وقد راجعت القاموس والمختار والمصباح ؛ لاستيعاب ما جاءوا به وبيان أبوابه التى ورد عليها ، والعلة فى ترك الصرفيين لهذا النوع سلامة فائه فى سائر تصاريفه.
(٣) جاء هذا الفعل من بابين كما ترى.
(٤) المراد أنه لا يعتل بأى نوع من أنواع الإعلال ؛ لأن جميعها غير ميسور فيه ؛ وبيان ذلك أن الإعلال ثلاثة أنواع : إعلال بالقلب ، وإعلال بالسكون ، وإعلال بالحذف ؛ أما الإعلال بالقلب فلأنك لو قلبت الفاء لم تقلبها إلا حرفا من أحرف العلة ؛ إذ هو الغالب فى هذا النوع ، وحرف العلة لا يكون إلا ساكنا ، ولا يمكن الابتداء بالساكن ؛ فلا يكون حرف العلة فى مكان الفاء ؛ وأما الإعلال بالسكون فغير مقدور ؛ وعلته ظاهرة ؛ وأما الإعلال بالحذف فإما أن تحذف ولا تعوض عن المحذوف شيئا فيكون غبنا وإلباسا بصورة الأمر ، وإما أن تحذف وتعوض : فى الأول ، أو فى الآخر ؛ فيقع اللبس بالمضارع أو بالمصدر.