وقوله :
(٢٠٠) ـ
وكم موطن لولاى طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قنّة النّيق منهوى |
* * *
__________________
٢٠٠ ـ البيت ليزيد بن الحكم بن أبى العاص ، من كلمة له يعتب فيها على ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبى العاص.
اللغة : «موطن» أراد به المشهد من مشاهد الحروب «طحت» هلكت ، ويقال : طاح يطوح كقال يقول. وطاح يطيح كباع يبيع «بأجرامه» الأجرام : جمع جرم ـ بكسر الجيم ـ وهو الجسد «هوى» سقط من أعلى إلى أسفل ، وهو بوزن رمى يرمى «قنة النيق» رأس الجبل «منهوى» ساقط.
المعنى. كثير من مشاهد الحروب لو لا وجودى معك فيها لسقطت سقوط من يهوى من أعلى الجبل بجميع جسمه.
الإعراب : «كم» خبرية ـ بمعنى كثير ـ مبتدأ ، أو ظرف متعلق بطحت «موطن» تمييز كم مجرور بإضافتها إليه ، وخبر المبتدأ الذى هو كم ـ على الأول ـ محذوف ، والتقدير كثير من المواطن لك ، مثلا «لولاى» لو لا : حرف يدل على امتناع الجواب لوجود الشرط ، وهو حرف جر شبيه بالزائد لا يتعلق بشىء عند سيبويه ، وياء المتكلم عنده ذات محلين ، أحدهما جر بلولا ، وثانيهما رفع بالابتداء ، وليس لها إلا محل واحد هو الرفع بالابتداء عند الأخفش ، وعنده أن الشاعر قد استعار ضمير الجر لضمير الرفع ، والخبر محذوف عندهما جميعا ، والتقدير : لولاى موجود «طحت» فعل وفاعل ، والجملة فى محل جر صفة لموطن ، والرابط محذوف ، أى : طحت فيه ، أو هذه الجملة لا محل لها جواب لو لا ، وهذا أحسن «كما» الكاف جارة ، وما : مصدرية «هوى» فعل ماض «بأجرامه» الجار والمجرور متعلق بهوى ، وأجرام مضاف والهاء مضاف إليه «من قنة» جار ومجرور متعلق بهوى أيضا ، وقنة مضاف ، و «النيق» مضاف إليه «منهوى» فاعل هوى ، و «ما» المصدرية ومدخولها فى تأويل مصدر مجرور بالكاف ، والكاف ومجرورها تتعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف ، أى : طحت طيحا مثل ظيح منهو من قنة النيق بأجرامه.