لا يكون اسم مصدر ، بل يكون مصدرا ، وذلك نحو : «قتال» فإنه مصدر «قاتل» وقد خلا من الألف التى قبل التاء فى الفعل ، لكن خلا منها لفظا ، ولم يخل [منها] تقديرا ، ولذلك نطق بها فى بعض المواضع ، نحو : «قاتل قيتالا ، وضارب ضيرابا» لكن انقلبت الألف ياء لكسر ما قبلها.
واحترز بقوله «دون تعويض» مما خلا من بعض ما فى فعله لفظا وتقديرا ، ولكن عوّض عنه شىء ، فإنه لا يكون اسم مصدر ، نل هو مصدر ، وذلك نحو عدة ؛ فإنه مصدر «وعد» وقد خلا من الواو التى فى فعله لفظا وتقديرا ، ولكن عوّض عنها التاء.
وزعم ابن المصنف أن «عطاء» مصدر ، وأن همزته حذفت تخفيفا ، وهو خلاف ما صرّح به غيره من النحويين.
ومن إعمال اسم المصدر قوله :
(٢٥٠) ـ
أكفرا بعد ردّ الموت عنّى |
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا |
__________________
٢٥٠ ـ البيت للقطامى ، واسمه عمير بن شييم ، وهو ابن أخت الأخطل ، من كلمة له يمدح فيها زفر بن الحارث الكلابى ، وهو من شواهد الأشمونى (رقم ٦٨٤).
اللغة : «أكفرا» جحودا للنعمة ، ونكرانا للجميل «رد» منع «الرتاع» جمع راتعة ، وهى من الإبل التى تبرك كى ترعى كيف شاءت لكرامتها على أصحابها.
المعنى : أنا لا أجحد نعمتك ، ولا أنكر صنيعك معى ، ولا يمكن أن أصنع ذلك بعد إذ منعت عنى الموت ، وأعطيتنى مائة من خيار الإبل.
الإعراب : «أكفرا» الهمزة للاستفهام الإنكارى ، كفرا : مفعول مطلق لفعل محذوف : أى أأكفر كفرا «بعد» ظرف متعلق بمحذوف صفة لكفرا ، و «بعد» مضاف و «رد» مضاف إليه ، ورد مضاف و «الموت» مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله ، وقد حذف فاعله ، وأصله : ردك الموت «عنى» جار ومجرور متعلق برد «وبعد» معطوف على الظرف السابق ، وبعد مضاف وعطاء من «عطائك» اسم مصدر : مضاف إليه ،