فعزل ووجهت إليه مقاطعة (تازة خورماتي) في أنحاء كركوك وأماكن متعددة في أطراف بغداد ، ونال انعامات وفيرة. وبالرغم من ذلك ارسل الشهزاده إليه من يغريه ويحضه فنزل من الطاق باسم الصيد فجاء إلى أطراف زهاو (زهاب) وباديتها وتجول فيها تنفيذا لنواياه. وكان يترقب الخازن الفرص وباح بسره لبعض محبيه فأخبر الوزير خفية فأمر بإحضاره وإلقاء القبض عليه وكان من المحتمل أن يكتفي بحبسه ولكنه حينما أخذ للحبس وكان في ساري الكتخدا سل خنجره وجرح بعض الموكلين بالمحافظة عليه فلم يجد طريقا للخلاص فزج في السجن هو ومن ساعده اثناء الحادثة فقتل. ومن أراد الوزير الوقيعة به اختلق له الأسباب.
٣ ـ أظهر الوزير الذهاب إلى قصره في الفريجات ومن هناك أبدى أنه عازم على الصيد ونصب خيامه بعد منزل واحد فأرسل أحمد بك مع ألفي جندي إلى إربل لنشر آثار سطوته هناك.
سمع الشهزاده بالخبر وفي الحال ابدل طوره وأراد أن يخفي حاله فأبدى خلاف ما عرف عنه وأظهر أنه مخلص للوزير وأرسل بعض التحف إليه توددا وصداقة. ثم لوى عنان عزمه وعاد لمقره. وحينئذ قضى الوزير بضعة أيام في الصيد وأخفى هو أيضا نواياه ثم رجع (١) ...
٤ ـ إن سليمان باشا بن إبراهيم باشا متصرف بابان سابقا كان يرعاه الوزير والظاهر أنه كان بينه وبين يحيى آغا موافقة في الخفاء لذا حذر أن ينكشف أمره فانهزم إلى الشهزاده. أما خالد باشا فقد دققت أحواله فظهر أن لا دخل له في القضية فعفا عنه الوزير وأكرمه وأطلقه من السجن.
وفي سنة ١٢٣٤ ه مرّ أن عبد الله باشا متصرف بابان سابقا كان
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣٢٦.