اتفق مع محمود باشا وأرسل إليه على أن يوليه كوى وحرير ولكن لم يوافق مصلحته أن يجعله بعيدا عنه. لذا لم يعطه اللواء المذكور وخصص له عائدات توازي هذا اللواء وامتزج معه لبضعة أشهر إلا أن عبد الله باشا ظهرت منه علائم الخيانة وتبين منه ميل إلى الفرار لجهة الشهزاده فاضطر محمود باشا إلى إلقاء القبض عليه وسجنه.
وبعد أن بقي شهرين أو ثلاثة في السجن رق عليه أخوه فأطلق سراحه بعد أن أخذ منه العهود والأيمان المغلظة وخصص له بعض المحال الكافية لإدارته. ولكن لم تؤثر فيه الأيمان ولا راعى المواثيق. فحينما خرج من السجن كاتب الشهزاده فاختلس فرصة وفر بنحو مائة أو مائتين من أتباعه لجهة ايران (١).
تجاوز إيران حدود العراق :
مال قسم من امراء ديار الكرد إلى إيران وهم محمد باشا بن خالد باشا وسليمان باشا بن إبراهيم باشا ، وعبد الله باشا أخو عبد الرحمن باشا فاجتمع هؤلاء في كرمانشاه لدى الشهزاده فتولد فيه أمل التسلط على أنحاء مهمة من العراق. لذا سير هؤلاء ما عدا سليمان باشا إلى ناحية زهاو وتجاوزوا الحدود فأشعلوا نيران الفتنة ، وأن الشهزاده توجه نحو أبيه إلى طهران ليخفي هذا العمل فيما إذا عاتبه الوزير.
وإن محمد باشا بعد أن وصل إلى زهاو أغار على جهة قولاي وخانقين وعلي آباد فدمر الأهلين هناك وانتهب أموالهم ومواشيهم وأضر بهم أضرارا كبيرة ثم عاد إلى جهة زهاو.
فلما سمع الوزير بالخبر سير مقدارا من الجيش فحاول اللحاق به ولكن المسافة كانت بعيدة جدا فلم يتمكن من الوصول إليه وعاد.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣٢٧.