وعلى هذا عرض الوزير الأمر على الدولة وأطلعها على ما وقع وطلب الترخيص فيما إذا تجاوزت إيران الحدود واعتدت على العراق وطلب قوة تساعده وأنه في الحال الحاضر مثابر على محافظة الثغور ... ومن جهة أخرى أمر (بلوك باشي بيارق الخيالة) عبد الفتاح آغا أن يرجع من بني لام حالا ويسير إلى جهة زنگباد مع البيارق التي معه ...
وكان الوزير في تبصر من جهة العراق وإيران ، ويتوقع ما سيحدث ، وأنه في انتظار أمر الدولة.
ولما وصلت عريضته إلى استنبول اهتمت الدولة للأمر إذ إنه مما لا يجوز التساهل أو التهاون فيه. ولذا صدر الفرمان بلزوم محافظة الثغور والتأهب للطوارىء ، وأن تجهز الجيوش وتعد القوى ...
وأول ما قام به الوزير أن سير (البلوك باشي) إلى أنحاء زنگباد ومعه نحو ١٥٠٠ من الخيالة ومكث في هذا المحل ...
وعلم أن الشهزاده عاد من طهران إلى جهة كرمانشاه وحينئذ وجه إيالة ديار الكرد إلى عبد الله باشا وأنه شرع في إخراج محمود باشا من السليمانية باتخاذ ما يجب من الأعمال.
وردت رسائل من محمود باشا ومن غيره من الأنحاء الأخرى تنبئ بذلك مما بلغ حد التواتر ... أما الوزير فقد رشح محمد الكهية لتجهيز الجيوش وجعله قائد الحملة على ايران. وحينئذ تعين أن يقيم في زنگباد ويتخابر مع محمود باشا وأن يعاضد الواحد الآخر ، ويأتي بسرعة لإمداده.
وعلى هذا نهض الكتخدا من بغداد بمهمات كثيرة وجيش جرار في ١٣ رمضان فالتقى (بباش آغا) في مقاطعة (كوكس) من زنگباد. ثم تلاحقت العساكر ونصب خيامه في (شيروانه) (١) أربعين يوما.
__________________
(١) قلعة واقعة على ديالى معروفة بهذا الاسم والآن ناحية من نواحي كفرى.