وفي هذه المدة اتخذ الشهزاده جميع المكائد لعزل محمود باشا ونصب عبد الله باشا وسيره إلى السليمانية وجهز معه أربعة آلاف جندي أو خمسة آلاف أما محمود باشا فإنه استمد بالكتخدا وطلب أن يوافيه. ولذا تحرك من (شيروانة) وتوجه إلى ديار الكرد فوصل إلى (بازيان) إلا أن عبد الله باشا منعه أن يعبر ديالى ويوافي (خواجايي) من أعمال گلعبر (حلبجة) الواقعة في منتهى حدود شهرزور. فتمكن من تشتيت شمل القرى كما أنه استطاع أن يجذب (أمير الجاف) كيخسرو بك إليه في حين أنه كان بمثابة قوة الظهر لمحمود باشا ، وكذا تمزق باقي أتباعه فانحل نظام جماعته.
أما الجيش فقد بقي بعيدا عن السليمانية بمسافة ثلاث ساعات من جانبها الآخر في محل يقال له (تپه رش) (١) قرب بازيان. وبهؤلاء قوي الأمل وثبتوا. وتقدم الجيش إلى جهة السليمانية ببعد ساعة ونصف قريبا من قرية (باريكة) (٢) في الجانب الآخر من وادي (تاجرود) (٣). وأن محمود باشا وعد أنه يأتي بسبعة آلاف جندي أو ثمانية آلاف إلا أنه لم يحضر إلا مقدار خمسمائة من الخيالة ومائتين من المشاة. جاء بهم بعد أسبوع ونصب خيامه في الجانب الآخر من النهر تجاه الجيش.
ثم إن عبد الله باشا لم يقف عند حده وإنما توجه نحو السليمانية إلا أنه حينما وصل إلى (خواجائي) لم يجسر أن يتقدم إلى الأمام ومكث في محل منيع هناك وأبدى عجزا. وعندئذ استغاث بالشهزاده ليمده فجهز نحو خمسة عشر ألف خيال وخمسة آلاف راجل وعلى حين غرة انحدر
__________________
(١) للشيخ محمود الزعيم الكردي المعروف.
(٢) قريتان بهذا الاسم إحداهما تابعة حلبجة والأخرى تابعة سرجنار. وأصلها سرجنار الغربي والشرقي. ويقال للأولى سرجنار وللأخرى تانجرو. وهما من ملحقات السليمانية.
(٣) ويلفظ تانجرو. نهر يبعد ساعة عن السليمانية.