من پاي طاق ومضى إلى زهاو ومنها عبر إلى ديالى وانتهب (قرا الوس) (١) من زنگباد وبقي هناك بضعة أيام يتجاوز على القرى والأطراف وتفرق الأهلون. ومنهم من سار إلى جهة كركوك.
وصل الخبر إلى بغداد. ويأمل تثبيت الأهلين في مواطنهم نهض أحمد بك أخو الوزير على وجه العجلة بمقدار من الجيش ، وعلى أثره عزم الوزير أن ينهض بنفسه ليقف الشهزاده عند حده ، وكتب إلى الكتخدا وأكد إليه أن يلتحق به في طريقه ...
خبر موحش :
وفي هذه الأثناء ورد أن الجيش نزل في (باريكة). وهذا حرارته شديدة في النهار وبرودته زائدة ليلا وفيه وخامة. وبعد بضعة أيام من جراء هذا التأثير وسوء الأكل والشرب استولى على الجيش مرض كأنه الوباء إذ سرى على الجميع لدرجة أن الألف لم يبق منه إلا الخمس وهؤلاء لا يستطيعون القيام والنهوض ولازموا مضاربهم ولم يقدروا على الخروج من مخيماتهم فحدثت فيهم وفيات بين خمسة عشر أو عشرين يوميا.
وإن الاصحاء استولت عليهم الواهمة ونالتهم الحيرة والاندهاش فعادوا لا يبدون حراكا ولا يدرون ماذا يعملون ...
وكان عبد الله باشا مع الجيوش الإيرانية في (خواجايي) وتحصن فيه وهو بعيد عن الجيش بنحو اثنتي عشرة ساعة في حدود ايران ، وأن العساكر العراقية لم تطق الصبر على هذه الحالة ولم يقر لها قرار فعزمت على الفرار فانعكس الأمر إلى عبد الله باشا فنشط وسار نحو جيش الكتخدا فوصل إلى (قره طاغ) (٢) ببعد تسع ساعات وورد إلى الطريق
__________________
(١) عشائر العراق ج ٢ ص ١٨١ وتلفظ قرا ألوس. والآن في مندلي.
(٢) الآن ناحية وتبعد عن السليمانية سبع ساعات تقريبا ويقال لها (قره داغ).