المسمى (كوره قلعة) (١) فورد ثغر الطريق وتمكن فيه.
فالجيش بحالته هذه لم يستطع الحرب والمقاتلة ولم تبق فيه قدرة بسبب الأمراض الفتاكة فكان الرأي أن يميلوا إلى جانب ويتحصنوا في مكان منيع. وعدا هذا إن الشهزاده في نية التقدم إلى جهتهم كما يستفاد من الكتاب المرسل إلى الكتخدا ، فكتب الوزير إليه أن يأتيه بالعسكر سريعا.
كتب الكتخدا جوابا للوزير يتضمن بعض المعاذير والتهاون عن المجيء ورمى بالجيش فجعلهم طعمة باردة للعدو وخاطر بهم مخاطرة عظيمة فعذله الأمراء ورؤساء الجيش فلم يتعذل وقال إني أريد أن أقهر جيش عبد الله باشا ...
نسب صاحب الدوحة ذلك إلى خيانة منه وأنه اتخذ أمراض الجيش وسيلة لإظهار نواياه بخدمة إيران ولم ينظر إلى أن الوزير كان يرعاه خمس سنوات تقريبا ... فلم يؤثر فيه ذلك كله ...!!
والحال أن صاحب مرآة الزوراء يطعن في الدوحة وينسب المغلوبية إلى الأمراض من جهة وإلى الموقع الحربي وأنه غير مساعد من جهة أخرى وأن الكتخدا كان متصلبا في رأيه غير مدرب للحرب الدولية ورأى من العار عليه أن يرجع دون أن يشفي غليله من عدوه فأصابه ما أصابه.
وفي ١٤ ذي الحجة يوم الثلاثاء تحرك من منزل (باريكه) وتقدم بالعسكر بالرغم من أمراضهم وهم في حالة لا يرجى منها فائدة وأقام بين المنزلتين بعد أن قطع سبع ساعات وتقدم إلى مقربة من العدو. وصل إلى قرية (بيستان سوار) (٢). جاءها يوم الخميس فنزل (قره گول) (٣) ويبعد
__________________
(١) تلفظ كورة قلا بتفخيم اللام قرية من (بازيان) وكذا (زرده لي كاوه).
(٢) قرية تابعة حلبجة.
(٣) قره كول قرية تابعة تانجرو (سرجنار الشرقي).