عن المضيق (الدربند) الذي نزله عبد الله باشا نحو ساعتين وأمر الجيش بعمل المتاريس وعزم أن يهاجم عبد الله باشا.
وفي يوم الجمعة تقابل الجيشان وغرضه أن يقضي على جيش عبد الله باشا حتى إذا رجع لا يعيث هؤلاء بالأنحاء. ولكن يوم السبت والأحد أرسلت الرسل والرسائل من الجانبين في التدخل بمفاوضات صلح كاذبة وأشغل العسكر بها وغرض عبد الله باشا أن يوافي الشهزاده بجيوشه الجرارة ... وهذه المفاوضات كانت بتدبير من عبد الله باشا لا خيانة من الكتخدا وهو حريص على نجاحه ...
وفي يوم الاثنين رتبوا الصفوف وتأهبوا للقتال ... فوافى جيش الشهزاده ويبلغ نحو خمسة وعشرين ألفا في حين أن جيش الكتخدا لا يبلغ أكثر من ثلاثة آلاف من الخيالة والمشاة ... وبهذه القوة الضعيفة وقفت صفوفهم تجاه الأعداء واشتبك القتال ودام إلى الضحوة الكبرى فلم يقصر الجيش في النضال والصبر على الحرب ودافع بقدر ما أوتيه من قوة فكان جيش إيران مشرفا على الهزيمة ولكن الكتخدا منع جيشه من التقدم على العدو وردعهم من الهجوم عليه فأدى ذلك إلى كسر الجيوش (١) ...
قال صاحب الدوحة : وهذه خيانة. والحال أن الجيش الذي قوته وعدده ما ذكر لا يستطيع أن يهاجم خمسة أضعافه فالمحافظة على القوة ومداراتها تدبير ضروري ... فسلمت المهمات والمدافع والخيام وكافة معدات الجيش إلى الأعداء فاستولوا عليها ورجع جيش الكتخدا إلى كركوك مكسورا ليلة الأربعاء.
أقام ستة أيام. وفي اليوم السابع ليلة الاثنين ذهب الكتخدا وأخوه
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٣٢٨.