ثم إن الشهزاده قبل أن يتحرك من دلى عباس اشتد مرضه ولذا أبدى تساهلا في الصلح بغتة وبين رغبته فيه. فتحرك حالا ورجع مسارعا في الانصراف فعبر جيشه من ديالى إلى الجانب الآخر وفارقه أكثر عسكره. وإن خان گلهر حينما رجع كان معه نحو خمسمائة من أتباعه فصادفه بعض العشائر قرب قزانية فانتهزوا الفرصة فقتلوا منهم نحو مائتين وسلبوا الباقين واغتنموا خيولهم وأسلحتهم ...
أما الشهزاده فإنه تزايد عليه المرض واشتد كثيرا فتوفي في المحل المسمى (مرجانية) قرب قزلرباط وحينئذ ذهبوا بجنازته إلى كرمانشاه وجاء في ناسخ التواريخ أنه توفي قرب (طاق گران) (١) ليلة السبت ٢٦ صفر سنة ١٢٣٧ ه ـ ١٨٢١ م وقت الفجر ووصل خبر وفاته إلى والده الشاه في ٦ ربيع الأول ، فنصب ابنه محمد حسين ميرزا مكانه.
ثم إن الحكومة بعد ذهاب الشهزاده مكنت الأهلين من الزراعة وراعت أحوال المنكوبين وأعفتهم من الرسوم الأميرية كما أنه انتهب بعض العشائر أموالا من جهة الدجيل وما والاها فأرسل الوزير عليهم السرايا لمرة أو لمرتين فاستعاد المنهوبات إلى أصحابها ...
وفي هذه الأثناء ورد الفرمان إجابة لمعروضات الوزير بخصوص هجوم إيران على العراق كما إن حاكم تبريز الشهزاده عباس ميرزا هاجم البلاد العثمانية من ناحية الاناضول فتقدم نحو أرضروم بغتة فوصل خبر ذلك إلى استنبول أيضا. وحينئذ فوضت الدولة الصدر الأسبق محمد أمين رؤوف باشا أمين المعدن الهمايوني آنئذ وأضيفت إليه ولاية ديار بكر فجعل قائد جيش الجبهة الشرقية كما أنها جعلت الوزير داود باشا
__________________
(١) في ناسخ التواريخ طاق كرا ومثله في سياحتنامه حدود وفي تقرير درويش باشا والصواب (طاق كران) كما جاء في رحلة المنشي البغدادي ص ٤٦ و ٤٧ وهناك الكورانيون فسمي باسمهم. وهو الإيوان المعروف.