الحال عرفت في تلك الليلة. وفي الصباح علمها الكل ومع هذا أخبر أنه مريض ، وأن الوزير في كل يوم يبعث بطبيب لمداواته ... وكذا يرسل بعض الأشخاص للسؤال عن خاطره ...
وعلى كل أحدثت هذه الوقعة اضطرابا في النفوس وقلقا ، أما الوزير فقد كتب إلى الباب العالي فلم يأخذ عن درجة أثرها. لذا قام بأمر المدافعة واهتم بلوازم التأهب للطوارىء.
استدعى الوزير إليه عجيل السعدون شيخ المنتفق وكان من أعوانه. جاءه بعشائره وعشائر أخرى غيرها وجعل قسما كبيرا من هذه بقيادة الميراخور وأن يكون في جهة ماردين وجعل العشائر الأخرى بقيادة عجيل السعدون ليسوقهم إلى أنحاء أورفه من جهة الدير.
قرر ذلك واختط هذه الخطة.
وفي الأثناء وتوسلا ببعض الوسائط ورد تحرير من كتخدا البوابين إلى نجيب بك (١) أنه عفي عنه وعما قريب يأتيه خبر ابقائه في منصبه من استنبول وأنه ينبغي أن يقدم لركاب السلطان عدة رؤوس من الخيل العربية وأن يحترس من القيام بأي حركة عسكرية من شأنها أن تكدر عليه أمره. جاء خبر ذلك بواسطة بعض الأشخاص بتأكيد. وعلى هذا أخر الأمر وصار ينتظر النتيجة.
ثم علم الوزير أن علي رضا باشا نصب واليا على بغداد. وعلى هذا اتخذ التدابير اللازمة لإعداد القوة إلا أنه في هذا الحين استولى الوباء على بغداد جاءها من ايران. وفي أمد قصير انتشر فحطم من الأهلين ٩٥ من ١٠٠ من نفوسها وفتك فتكا ذريعا وأفنى العساكر الموجودة» اه ....
__________________
(١) أخو حسني بك. صار ناظر الحربية (علي نجيب باشا). (تاريخ الكولات ص ٤٧).