صدى قتلة صادق :
وبينما الدولة تترقب وصول خبر من صادق عما قام به إذ انبأها والي حلب علي رضا باشا أنه قتله الوزير وجاء كتاب من داود باشا يفيد أنه توفي بقضاء الله تعالى.
وصلت هذه الكتب متعاقبة إلى الباب العالي وحينما علم الوزير أن القضية عكس صداها إلى الباب العالي ووقف على التدابير السريعة التي اتخذتها الدولة كتب إلى السلطان ووكلائه ورجال البلاط كتبا فحواها أن القضية وقعت حسب المقدر ، ونظرا لخدماته السابقة في العراق ، وصدقه وإخلاصه وديانته ... يستعفى عن جرمه وقصوره ... فأرسل هذه الكتب بواسطة المقيم البريطاني في بغداد إلى سفارة استنبول. قدمها الترجمان (شابر) مع أقوال السفير في حق الوزير تتضمن حسن حاله ...
قال لطفي : طالعت كل هذه الوثائق ...!
اهتمام الدولة بلزوم تأديب الوزير :
ثم إن الصراف لداود باشا في استنبول ورد إليه كتاب من ابنه في بغداد يصدق ما جاء من نبأ علي رضا باشا والعزم مصروف إلى لزوم التنكيل بداود. فقدمت الدولة مهمتها على غيرها وجعلتها أم المسائل وقامت بتدابير عاجلة.
وعلى هذا بينت الدولة الحالة سرا إلى علي رضا باشا والي حلب وهو من أقوى الوزراء في جوار بغداد وأقدرهم ... فأجاب أن تأديبه أمر سهل إلا أنه إذا لم يكن للدولة معلومات عما أعلمه عنه فلا تتخذ أي تدبير علني ولا تشرع بشيء من ذلك فطلبت منه المعلومات وأرسلت إليه ترجمة كتاب الصراف فورد الجواب منه ينطق بأن أكثر رؤساء العشائر في البصرة وبغداد وتجار البصرة كل هؤلاء ساخطون وأكثرهم ذو