يسلم بغداد إلى ايران. لذا نفروا منه ووافقوا إسماعيل الكهية. وهكذا كان قولهم في آغا الينگچرية محمد آغا. بينوا أنه ايراني الأصل ولا يبعد أن يحن إلى قومه. وهذا هو الظاهر وفي الحقيقة كانت الدعوة للمماليك ولذا ألصقوا بعجم محمد كل منقصة.
هذه وجهات نظر الأحزاب والدولة آنئذ في غفلة ويظن أن رأيها لا يختلف عن رأي سليم أفندي المرسل من جانبها. وعلى كل دخل عجم محمد القلعة واستولى عليها وتحصن فيها ، وكذا إسماعيل الكهية استقر في داره واتخذ كل منهما متاريس ومهد وسائل النضال فاشعلوا نيران الفتنة وشرعوا في القتال.
أما أهل الكرخ فإنهم لم يميلوا إلى جانب إلا أنهم أخيرا استمد بهم إسماعيل الكهية فظن عجم محمد أنهم مالوا إليه فوجه إليهم المدفع وضربهم. وهذا ما سهل أن يكونوا في جهة إسماعيل ضرورة. فاشتعلت الفتنة أكثر وزاد لهيبها.
رأى سليم أفندي كل ذلك فصار يفكر في طريقة لحل هذا المشكل وحذر الاخطار التي تنجم ووخامة عاقبتها. لذا كان يرى أن عبد الله باشا حينما تعرض له بعض المصاعب يدعو سليمان بك الشاوي فيستعين برأيه ويتخذ له تدبيرا ناجعا يكشف به المعضلة. وفي الحال بعث إليه فجاءه وتذاكر معه فأرسل إلى الطرفين ونصحهما فوقف النزاع وسكنت الفتنة. والحق أنه مضت بضعة أيام لم يقع فيها بين الفريقين تشوّش (١).
محمد بك الشاوي :
وبينا هم كذلك إذ ورد محمد بك الشاوي من شيراز. وكذا جاء معه سفير ايران حيدر خان ورد من جانب كريم خان الزندي ويحكى أن
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٧٣.