ومنه قول ابن زيدون :
يا سارى البرق غاد القصر واسق به |
|
من كان صرف الهوى والودّ يسقينا |
ويا نسيم الصّبا بلّغ تحيتنا |
|
من لو على البعد حيّا كان يحيينا |
وقد أشار سيبويه إلى استعمال حروف النداء للقريب مرة وللبعيد تارة أخرى ، وقال : «فأما الاسم غير المندوب فينبه بخمسة أشياء : بـ «يا» و «أيا» و «هيا» و «أى» وبالألف نحو قولك : «أحار بن عمرو» إلّا أنّ الأربعة غير الألف قد يستعملونها إذا أرادوا أن يمدوا أصواتهم للشىء المتراخى عنهم أو الإنسان المعرض عنهم الذى يرونه أنّه لا يقبل عليهم إلّا باجتهاد ، أو النائم المستثقل ، وقد يستعملون هذه التى للمد فى موضع الألف ولا يستعملون الألف فى هذه المواضع التى يمدون فيها. وقد يجوز لك أن تستعمل هذه الخمسة غير «وا» إذا كان صاحبك قريبا مقبلا عليك توكيدا ، وإن شئت حذفتهن كلهن استغناء» (١).
وقد يخرج النداء إلى أغراض مختلفة منها :
١ ـ الإغراء والتحذير : وقد اجتمعا فى قوله تعالى : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(٢)
وقول المتنبى :
يا أعدل الناس إلّا فى معاملتى |
|
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم |
٢ ـ الاستغاثة : مثل : «يا ناصر الدين».
٣ ـ الندبة : كقول المتنبى :
واحرّ قلباه من قلبه شبم |
|
ومن بجسمى وحالى عنده سقم |
__________________
(١) كتاب سيبويه ج ١ ص ٣٢٥.
(٢) الشمس ١٣.