وقول الأقيشر فى ابن عم له موسر سأله فمنعه :
سريع إلى ابن العم يلطم وجهه |
|
وليس إلى داعى النّدى بسريع |
حريص على الدنيا مضيع لدينه |
|
وليس لما فى بيته بمضيع |
قال عبد القاهر معلقا على هذه الأبيات : «فتأمل الآن هذه الأبيات كلها واستقرها واحدا واحدا وانظر إلى موقعها فى نفسك وإلى ما تجده من اللطف والظرف إذا أنت مررت بموضع الحذف منها ثم قلبت النفس عما تجد وألطفت النظر فيما تحس به. ثم تكلف أن تردّ ما حذف الشاعر وأن تخرجه إلى لفظك وتوقعه فى سمعك فانك تعلم أنّ الذى قلت كما قلت ، وأن ربّ حذف هو قلادة الجيد وقاعدة التجويد» (١).
٢ ـ ضيق المقام عن إطالة الكلام : وذلك للتوجع كقول الشاعر :
قال لى : كيف أنت؟ قلت عليل |
|
سهر دائم وحزن طويل |
أى : أنا عليل.
أو للخوف من فوات الفرصة مثل : «حريق» أى : هذه حريق.
٣ ـ تيسير الإنكار عند الحاجة : مثاله أن يذكر شخص فتقول «فاسق» ثم تخشى من غائلة ذلك فتنكره ، فلو قلت : «زيد فاسق» لقامت البينة ولم تستطع الإنكار.
٤ ـ تعجيل المسرة بالمسند : مثل : «أخى» ، أى : هذا أخى.
٥ ـ تكثير الفائدة : كقوله تعالى : (قالَ : بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٢) ، أى ، فأمرى صبر جميل ، أو فصبرى صبر جميل.
__________________
(١) دلائل الإعجاز ص ١١٦.
(٢) يوسف ١٨.