٥ ـ حذف الموصوف والصفة وإقامة كل واحد منهما مقام الآخر ، فمن حذف الموصوف قوله تعالى : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً)(١) أى : آية مبصرة ، ولم يرد الناقة فانها لا معنى لوصفها بالبصر. ومنه قول الشاعر :
أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا |
|
متى أضع العمامة تعرفونى |
أى : انا ابن رجل جلا.
وقول البحترى :
وإذا ما رأيت صورة إنطا |
|
كيّة ارتعت بين روم وفرس |
والمنايا مواثل وأنو شر |
|
وان يزجى الصفوف تحت الدّرفس |
فى اخضرار من اللباس على أص |
|
فر يختال فى صبيغة ورس |
فقوله «على أصفر» أى على فرس أصفر ، وهذا مفهوم من قرينة الحال لأنّه لما قال «على أصفر» علم بذلك أنه أراد فرسا أصفر.
ومن حذف الصفة قوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(٢) أى : كل سفينة صحيحة أو صالحة.
٦ ـ حذف الشرط وجوابه : ومثال حذف الشرط قوله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)(٣) ، فالفاء فى قوله «فاعبدون» جواب شرط محذوف ، والمعنى : إنّ أرضى واسعة فان لم تخلصوا لى العبادة فى أرض فأخلصوها فى غيرها. ومنه قوله : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(٤) ، أى : فأفطر فعدة من أيام أخر.
__________________
(١) الإسراء ٥٩.
(٢) الكهف ٧٩.
(٣) العنكبوت ٥٦.
(٤) البقرة ١٨٤.