الأصل فى ذلك : لو شئت ألّا تفسد سماحة حاتم لم تفسدها فحذف ذلك من الأول استغناء بدلالته عليه فى الثانى (١).
٤ ـ حذف المضاف إليه وإقامة كل واحد منهما مقام الآخر.
فمن حذف المضاف قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٢) ، أى أهلها.
وقول الشاعر :
إذا لاقيت قومى فاسأليهم |
|
كفى قوما بصاحبهم خبيرا |
هل اعفو عن أصول الحقّ فيهم |
|
إذا عسرت وأقتطع الصدورا |
أراد أنه يقتطع ما فى الصدور من الضغائن ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
ومن حذف المضاف إليه قوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٣) ، أى من قبل ذلك ومن بعده. وهذا النوع قليل الاستعمال لأنّ المضاف يكتسى منه تعريفا وتخصيصا فحذفه يخلّ بالكلام لإذهاب فائدته بخلاف المضاف نفسه ، فانّه لا يخل حذفه من جهة أنّ المضاف إليه يذهب بفائدته ويقوم مقامه.
وربما حذف المضاف والمضاف إليه وهذا نادر كقوله تعالى : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)(٤) ، أى من أثر حافر فرس الرسول ـ صلى الله الله عليه وسلم ـ وقد قال العلوى عنه : «ولا يكاد يوجد إلّا حيث دلالة الكلام عليه» (٥) وسماه ابن الأثير «حذف المضاف مكررا» (٦).
__________________
(١) ينظر المثل السائر ج ٢ ص ٩٧ ، وبديع القرآن ص ١٨٥ ، والطراز ج ٢ ص ١٠٤.
(٢) يوسف ٨٢.
(٣) الروم ٤.
(٤) طه ٩٦.
(٥) الطراز ج ٢ ص ١٠٧.
(٦) المثل السائر ج ٢ ص ٩٩.