١ ـ أن يأتى على طريق الاستفهام فتذكر الجملة الأولى دون الثانية ، كقوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١) ، تقدير الآية : أفمن شرح الله صدره للاسلام كمن أقسى قلبه؟ ويدل على المحذوف قوله «فويل للقاسية قلوبهم».
٢ ـ أن يرد على حد النفى والإثبات ، كقوله تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا)(٢). تقديره : لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن أنفق من بعده وقاتل ، ويدل على المحذوف قوله : «أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا».
٣ ـ أن يرد على غير هذين الوجهين ، فلا يكون استفهاما ولا نفيا وإثباتا كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا ، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ)(٣) فالمعنى فى الآية : والذين يعطون ما أعطوا من الصدقات وسائر القرب الخالصة لوجه الله تعالى (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أى : خائفة من أن ترد عليهم صدقاتهم فحذف قوله : ويخافون أن ترد عليهم هذه النفقات ، ودل عليه بقوله (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) فظاهر الآية أنّهم وجلون من الصدقة وليس من وجلهم لأجل الصدقة ، وإنّما وجلهم لأجل خوف الرد المتصل بالصدقة.
وكقول أبى تمام :
يتجنب الآثام ثم يخافها |
|
فكأنّما حسناته آثام |
__________________
(١) الزمر ٢٢.
(٢) الحديد ١٠.
(٣) المؤمنون ٦٠.