وهذا بحث اهتم به النقاد والبلاغيون كابن سنان الذى عاب الذين يكثرون من الوحشى الغريب فى كلامهم وذكر ما وقع فيه بعضهم فخرج كلامه عن الفصاحة وبعد عن الفهم (١). وكابن الاثير الذى يرى أنّ الوحشى ليس المستقبح من الألفاظ وإنّما هو قسمان : غريب حسن ، وغريب قبيح (٢).
٣ ـ مخالفة القياس اللغوى ، كقول الراجز :
الحمد لله العلىّ الأجلل |
|
الواهب الفضل الكريم المجزل |
فان القياس «الأجل» بالإدغام.
ولم يوضح مخالفة القياس ، وكان ابن سنان قد تكلم عليه ووضحه وأدخل فيه كل ما ينكره أهل اللغة ويرده علماء النحو من التصرف الفاسد فى الكلمة (٣)
ووضع القزوينى قاعدة للفظة الفصيحة فقال : «ثم علامة كون الكلمة فصيحة أن يكون استعمال العرب الموثوق بعربيتهم لها كثيرا أو أكثر من استعمالهم ما بمعناها» (٤).
وبعد أن انتهى من شروط اللفظة الفصيحة تحدّث عن فصاحة الكلام وهى :
١ ـ خلوصه من ضعف التأليف ، ومثل له بقوله : «ضرب غلامه زيدا» فان رجوع الضمير إلى المفعول المتأخر لفظا ممتنع عند الجمهور لئلا يلزم رجوعه إلى ما هو متأخر لفظا ورتبة ، وقيل يجوز لقول الشاعر :
جزى ربّه عنى عدىّ بن حاتم |
|
جزاء الكلاب العاويات وقد فعل |
٢ ـ التنافر : وهو أن تكون الألفاظ بسببه متناهية فى الثقل على اللسان متتابعة كما فى البيت الذى أنشده الجاحظ :
وقبر حرب بمكان قفر |
|
وليس قرب قبر حرب قبر |
__________________
(١) سر الفصاحة ٧٥.
(٢) المثل السائر ج ١ ص ٥٧ ، ١٥٥ ، ١٦٣.
(٣) سر الفصاحة ، ٨٢ ـ ٩١.
(٤) الإيضاح ٤.