وخطب الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة خير شاهد ينطق بهذا الادعاء : فنقرأ
في الخطبة (١٣٣): «وكتاب الله بين أظهركم ، ناطق لا يعيا لسانه ، وبيت لا تهدم أركانه ، وعز لا تهزم أعوانه».
ويقول في الخطبة (١٧٦): «واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ...».
ونطالع قوله عليهالسلام في نفس الخطبة المذكورة : «وما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى ، أو نقصان من عمى».
ونتابع ذات الخطبة حتى نصل لقوله عليهالسلام : «وإنّ الله سبحانه لم يعط أحدا بمثل هذا القرآن ، فإنّه حبل الله المتين ، وسببه الأمين».
ونقرأ في الخطبة (١٩٨): «ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقده ، ... ، ومنهاجا لا يضل نهجه ، ... ، وفرقانا لا يخمد برهانه» وأمثال ذلك كثير في كلام علي والأئمّة عليهمالسلام.
ولو فرضنا أنّ يد التحريف قد طالت كتاب السماء ، فهل من الممكن أن يدعو إليه الأئمّة عليهمالسلام بهذه القوة؟ ويصفونه بأنّه : صراط هداية ، وسيلة التفريق بين الحق والباطل ، النّور الذي لا يطفأ أبدا ، مصباح هداية لا يخبو ، حبل الله المتين والعروة الوثقى.
٤ ـ وإذا ما سلمنا ب (خاتمية) النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ الدين الإسلامي هو خاتم الأديان الإلهية ، وإنّ رسالة القرآن باقية إلى يوم القيامة.
فهل يصدق أنّ الله سبحانه سوف لا يحفظ دليل دينه وحجّة نبيّه الخاتم صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ وهل يجتمع تحريف القرآن مع بقاء الإسلام عبر آلاف السنين ودوامه حتى نهاية العالم؟!
٥ ـ وهناك دليل آخر على أصالة القرآن وحفظه من أية شائبة نتلمسه في روايات الثقلين المروية عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بطرق متعددة معتبرة.