وبعد الإشارة إلى إكمال النعم الإلهية ، تقول الآية (٨١) : (لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ).
وبعد ذكر جملة أمور في مجال العدل والإحسان ومحاربة الفحشاء والمنكر والظلم ، تأتي الآية (٩٠) لتقول : (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
والحقيقة أنّ القرآن الكريم قد أشار إلى خمسة أهداف من خلال ما ذكر في الموارد الستة أعلاه :
١ ـ الشكر.
٢ ـ الهداية.
٣ ـ التفكّر.
٤ ـ التسليم للحق.
٥ ـ التذكّر.
وممّا لا شك فيه أنّ الأهداف الخمسة مترابطة فيما بينها ترابطا وثيقا فالإنسان يبدأ بالتفكر ، وإذا نسي تذكّر ، ثمّ يتحرك فيه حس الشكر لواهب النعم عليه ، فيفتح الطريق إليه ليهتدي ، وأخيرا يسلّم لأوامر مولاه.
وعليه ، فالأهداف الخمسة حلقات مترابطة في طريق التكامل ، وإذا سلك السالك ضمن الضوابط المعطاة لحصل على نتائج مثمرّة وعالية.
وثمّة ملاحظة ، هي أنّ ذكر النعم الإلهية بشكليها الجمعي والفردي إنّما يراد بها بناء الإنسان الكامل.
إلهي! أحاطت نعمك بكل وجودنا ، فغرقنا في بحر عطاياك ، ولكننا لم نعرفك بعد.
إلهي! هب لنا بصرا وبصيرة نرى بهما طريق معرفتك وحبّك ، ووفقنا للسير في مراضيك وأوصلنا إلى منزل الشاكرين حقا.
اللهم! أنت تعلم بحوائجنا دون غيرك ، وتعلم أكثر منّا لما نريد ، فمنّ علينا لنكون كما تحب ، واجعلنا خيرا ممّا يظن الناس إنّك سميع مجيب.
* * *