على الأسرار ، لتيقننا بعدم وجود أخبار خاصّة بين طبقات هذه السماء المشاهدة ، وكل ما هناك لا يتعدى عجائب الخلقة التي صورها الباري جل شأنه والتي يمكن دراسة الكثير منها على سطح الأرض ، والذي ربما أصبح شبيه بالبديهي من أن الأجرام السماوية المنتشرة في الفضاء اللامتناهي بعضها أجرام فاقدة للحياة وأخرى حية ، ولكنّ حياتها ليست كحياتنا.
ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ مسألة وجود الشهب منحصرة ضمن منطقة الغلاف الجوي للأرض فقط ، وذلك حينما تلتهب تلك الصخور المتساقطة صوب الأرض من خلال احتكاكها بالهواء ، أمّا خارج منطقة الغلاف الجوي فخال من الشهب.
نعم ، هناك صخور وكرات تسبح في الفضاء إلّا أنّها لا تسمى شهبا إلّا بعد دخولها في منطقة الغلاف الجوي فتلتهب وتظهر للعيان على هيئة خط ناري واضح تخيل للناظر أنّها نجمة متحركة بسرعة.
وكما هو معلوم ، فإنّ إنسان العصر الحديث قد نفذ مرارا من هذه المنطقة ، بل وغالى في نفوذه حتى وطأت قدماه سطح القمر (علما بأنّ سمك الغلاف الجوي يبلغ من مائة إلى مائتي كيلومتر طولا .. وأنّ القمر يبعد عن الأرض بأكثر من ثلاثمائة ألف كيلومتر).
فإنّ كان المقصود من الشهب في الآية عين الشهب المشاهدة لنا ، فيمكن القول: إنّ علماء البشر قد اكتشفوا هذه المنطقة ولم يجدوا الأسرار الخاصة المدعاة.
والخلاصة : يظهر لنا من خلال ما ذكر من قرائن وشواهد كثيرة أن المقصود من السماء هو .. سماء الحق والحقيقة ، وأنّ الشياطين ذوي الوساوس يحاولون أن يجدوا لهم سبيلا لاختراق السماء واستراق السمع ، ليتمكنوا من إغواء الناس بذلك ، ولكنّ النجوم والشهب (وهم القادة الربانيون من الأنبياء والأئمّة والعلماء) يبعدونهم ويطردونهم بالعلم والتقوى.