سلام ممتزج بالهدوء والاطمئنان.
ومع أنّ بعض المفسّرين يعتقد أنّ «تحيتهم» إشارة إلى سلام المؤمنين وتحية بعضهم بعضا ، إلّا أنّ ملاحظة الآيات السابقة التي كان الكلام فيها عن الصلاة ورحمة الله والملائكة في هذه الدنيا ، تظهر أنّ هذه التحية أيضا من الملائكة في الآخرة ، كما نقرأ ذلك في الآية (٢٣) من سورة الرعد : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ).
ممّا قلناه اتّضح بصورة ضمنية أنّ المراد من جملة (يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) هو يوم القيامة الذي سمّي بيوم «لقاء الله» ، وهذا التعبير يستعمل عادة في القرآن بهذا المعنى.
بعد هذه التحيّة ، التي ترتبط ببداية الأمر ، أشارت الآية إلى نهايته فقالت : (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً).
إنّها جملة جمع فيها كلّ شيء على اختصارها ، وأخفيت فيها كلّ النعم والمواهب.
* * *
بحوث
١ ـ ذكر الله على كلّ حال :
عند ما يذكر اسم الله تعالى يتجلّى في قلب الإنسان عالم من العظمة والقدرة والعلم والحكمة ، لأنّ له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وربّ كلّ الكمالات ، ومنزّه عن كلّ عيب ونقص.
إنّ التوجّه المستمر لمثل هذه الحقيقة التي لها تلك الصفات ، يسوق روح الإنسان إلى الخيرات والأعمال الصالحة والطهارات ، ويبعده عن السيّئات والقبائح ، وبعبارة اخرى فإنّ نور صفاته عزوجل يتجلّى في روح الإنسان.
إنّ التوجّه إلى هكذا معبود عظيم يبعث على الإحساس الدائم بحضوره بين