غير أن الجرّ لربّ لا للواو ، كما أن النصب فى الفعل إنما هو لأن المضمرة ، لا للفاء ولا للواو ولا (لأو).
ومن ذلك ما حذف من الأفعال وأنيب عنه غيره. مصدرا كان أو غيره ؛ نحو ضربا زيدا ، وشتما عمرا. وكذلك دونك زيدا ، وعندك جعفرا ، ونحو ذلك : من الأسماء المسمّى بها الفعل. فالعمل الآن إنما هو لهذه الظواهر المقامات مقام الفعل الناصب.
ومن ذلك ما أقيم من الأحوال المشاهدة مقام الأفعال الناصبة ؛ نحو قولك إذا رأيت قادما : خير مقدم ، أى قدمت خير مقدم. فنابت الحال المشاهدة مناب الفعل الناصب. وكذلك قولك للرجل يهوى بالسيف ليضرب به : عمرا ، وللرامى للهدف إذا أرسل النزع فسمعت صوتا : القرطاس والله : أى اضرب عمرا ، وأصاب القرطاس.
فهذا ونحوه لم يرفض ناصبه لثقله ؛ بل لأن ما ناب عنه جار عندهم مجراه ، ومؤد تأديته. وقد ذكرنا فى كتابنا الموسوم «بالتعاقب» من هذا النحو ما فيه كاف بإذن الله تعالى.
* * *
__________________
وسر صناعة الإعراب ٢ / ٤٩٣ ، ٥٠٢ ، ٦٣٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢ ، وشرح المفصل ٢ / ١١٨ ، والعقد الفريد ٥ / ٥٠٦ ، والكتاب ٤ / ١١٠ ولسان العرب (هرجب) ، (قيد) ، (قتم) ، (وجه) ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٠ ، وكتاب العين ١ / ١٨٨ ، وتاج العروس (وجه).