ونقاواة ، وسمانى ، وسماناة. ومثل ذلك من الممدود قولهم : طرفاء وطرفاءة ، وقصباء وقصباءة ، وحلفاء وحلفاءة ، وباقلاء وباقلاءة. فمن قال : (طرفاء) فالهمزة عنده للتأنيث ، ومن قال : (طرفاءة) فالتاء عنده للتأنيث ، وأمّا الهمزة على قوله فزيادة لغير التأنيث. وأقوى القولين فيها عندى أن تكون همزة مرتجلة غير منقلبة ؛ لأنها إذا كانت منقلبة فى هذا المثال فإنها عن ألف التأنيث لا غير ؛ نحو صحراء ، وصلفاء (١) ، وخبراء (٢) ، والحرشاء. وقد يجوز أن تكون منقلبة عن حرف لغير الإلحاق فتكون ـ فى الانقلاب لا فى الإلحاق ـ كألف علباء ، وحرباء. وهذا مما يؤكّد عندك حال الهاء ؛ ألا ترى أنها إذا لحقت اعتقدت فيما قبلها حكما ما ، فإن لم تلحق حار الحكم إلى غيره. ونحو منه قولهم : الصفنة (٣) ، والصفن ، والرضاع ، والرضاعة ، وهو صفو الشىء وصفوته ، وله نظائر قد ذكرت ، ومنه البرك ، والبركة للصدر.
ومن ذلك قولنا : كان يقوم زيد ، ونحن نعتقد رفع (زيد) بـ (كان) ، ويكون (يقوم) خبرا مقدّما عليه. فإن قيل : ألا تعلم أنّ (كان) إنما تدخل على الكلام الذى كان قبلها مبتدأ وخبرا ، وأنت إذا قلت : يقوم زيد فإنما الكلام من فعل وفاعل فكيف ذلك؟ فالجواب أنه لا يمتنع أن يعتقد مع (كان) فى قولنا : كان يقوم زيد أن زيدا مرتفع بـ (كان) ، وأنّ (يقوم) مقدّم عن موضعه ، فإذا حذفت (كان) زال الاتّساع وتأخّر الخبر الذى هو (يقوم) فصار بعد (زيد) ، كما أن ألف (علقاة) للإلحاق ، فإذا حذفت الهاء استحال التقدير فصارت للتأنيث ، حتى قال :
* فكرّ فى علقى وفى مكور (٤) *
على ذا تأوّله أبو عثمان ، ولم يحمله على أنهما لغتان. وأظنه إنما ذهب إلى ذلك لما رآه قد كثرت نظائره ؛ نحو سمانى وسماناة ، وشكاعى وشكاعاة ، وبهمى وبهماة. فألف (بهمى) للتأنيث ، وألف (بهماة) زيادة لغير الإلحاق ، كألف قبعثرى ،
__________________
(١) الصلفاء : المكان الغليظ الجلد.
(٢) الخبراء : القاع ينبت السدر. والجمع الخبارى ، بفتح الراء وكسرها. اللسان (خبر).
(٣) الصفن الصفن الصفنة والصفنة : وعاء الخصية. والجمع أصفان.
(٤) سبق تخريجه.