وضبغطرى. ويجوز أن تكون للإلحاق بجخدب على قياس قول أبى الحسن الأخفش ، إلا أنه إلحاق اختصّ مع التأنيث ؛ ألا ترى أن أحدا لا ينوّن (بهمى) فعلى ذلك يكون الحكم على قولنا : كان يقوم زيد ، ونحن نعتقد أن زيدا مرفوع بكان.
ومن ذلك ما نعتقده فى همزة حمراء ، وصفراء ، ونحوهما أنهما للتأنيث ، فإن ركّبت الاسم مع آخر قبله ، حرت عن ذلك الاستشعار والتقدير فيها ، واعتقدت غيره. وذلك أن تركّب مع (حمراء) اسما قبلها فتجعلهما جميعا كاسم واحد فتصرف (حمراء) حينئذ. وذلك قولك : هذا دار حمراء ، ورأيت دار حمراء ، ومررت بدار حمراء ، وكذلك هذا كلبصفراء ، ورأيت كلبصفراء ، ومررت بكلبصفراء ، [فلا تصرف الاسم للتعريف والتركيب كحضرموت. فإن نكّرت صرفت فقلت : ربّ كلبصفراء مررت به] ، وكلبصفراء آخر. فتصرف فى النكرة ، وتعتقد فى هذه الهمزة مع التركيب أنها لغير التأنيث ، وقد كانت قبل التركيب له.
ونحو من ذلك ما نعتقده فى الألفات إذا كنّ فى الحروف والأصوات أنها غير منقلبة ، وذلك نحو ألف لا ، وما ، وألف قاف ، وكاف ، ودال ، وأخواتها ، وألف على ، وإلى ، ولدى ، وإذا ، فإن نقلتها فجعلتها أسماء أو اشتققت منها فعلا استحال ذلك التقدير ، واعتقدت فيها ما تعتقده فى المنقلب. وذلك قولك : موّيت إذا كتبت (ما) ولوّيت إذا كتبت (لا) وكوّفت كافا حسنة ، ودوّلت دالا جيّدة ، وزوّيت زايا قويّة. ولو سميت رجلا بـ (على) أو (إلى) أو (لدى) أو (ألا) أو [إذا] ، لقلت فى التثنية : علوان ، وإلوان ، ولدوان ، وألوان ، وإذوان ، فاعتقدت فى هذه الألفات مع التسميد بها وعند الاشتقاق منها الانقلاب ، وقد كانت قبل ذلك عندك غير منقلبة. وأغرب من ذلك قولك : بأبى أنت!. فالباء فى أوّل الاسم حرف جرّ بمنزلة اللام فى قولك : لله أنت! فإذا اشتققت منه فعلا اشتقاقا صوتيّا استحال ذلك التقدير فقلت : بأبأت به بئباء ، وقد أكثرت من البأبأة. فالباء الآن فى لفظ الأصل ، وإن كنا قد أحطنا علما بأنها فيما اشتقّت منه زائدة للجرّ. ومثال البئباء على هذا الفعلال كالزلزال ، والقلقال ، والبأبأة الفعللة ، كالقلقلة ، والزلزلة ، وعلى هذا اشتقّوا منهما (البئب) فصار فعلا من باب سلس ، وقلق ؛ قال :