التركيب من تفاعلها وتآزرها. هذه الأنظمة اللغوية ـ صوتية ، صرفية ، نحوية ـ هى الجانب التركيبى من السياق الشعرى ؛ درس جماليات النظام الصوتى ، بيان تشكيلات السياق الشعرى ، درس جماليات النظام الصوتى ؛ بيان تشكيلات الحروف وطاقاتها النغمية ، والدور الإيقاعى والجمالى للمقاطع ، ودور التغير الصوتى فى التكوين الموسيقى ، ودور الصوت عامة فى الإيقاع الشعرى متآزرا مع التشكيلات العروضية ومتجاوزا لها» (١).
هذا كله يؤكد التفات هؤلاء النقاد جميعا إلى ما للأصوات من دلالة فنية وجمالية لا يمكن تجاهلها أو إهمالها عند البحث عن جماليات العمل الأدبى ، وعن الوسائل التعبيرية المختلفة المشاركة فى تحقيق تلك الجماليات ، مع التأكيد على ما قرره ريتشاردز من قبل من عدم الفصل بين الدلالة الصوتية للألفاظ وأنواع الدلالات الأخرى الناتجة من النظر إلى الكلمة فى مستوياتها اللغوية المختلفة من معجم وصرف ونحو ومع التفات النقاد المحدثين إلى قيمة الأصوات وتأثيراتها الجمالية ، فإننا نقرر هنا أن دراسة القيمة الجمالية والدلالية للأصوات مع قلة العناية بها على المستوى النظرى لم تحظ بالطبع بعناية كافية كذلك على المستوى التطبيقى.
ولعل ذلك يرجع فى رأيى إلى الأسباب التى سبق أن أشرت إليها فى بداية هذا البحث.
وإذا كنا قد عرضنا فى الصفحات السابقة لقدر لا بأس به من الأبحاث النظرية فنتمم البحث بعرض نماذج من الإجراءات التطبيقية الرائدة فى هذا المجال ، وإن كانت قد تعرضت لهذا الموضوع عرضا ، ولم تفرده بدراسة خاصة مستقلة مفصلة.
كما أن أغلب هذه الدراسات تشترك فى سمة عامة بينها فى الموقوف على هذه الظاهرة وهى أن هؤلاء الدارسين قد وقفوا عند أحاسيسهم وأذواقهم تجاه الدلالة الصوتية للكلمات ، التى وقفوا إزاءها بالتحليل ، ولا يكاد أحد هؤلاء الدارسين يقف ليبحث كيف دلت هذه الكلمة بجرسها وأصواتها على هذا المعنى؟
إنه يقرر المعنى حسب تذوقه وإحساسه دون محاولة التعليل والتبرير أو التفسير كيف دل هذا الصوت على هذا المعنى. أو ما هى أوجه الشبه أو المحاكاة بين الصوت ومعناه؟
__________________
(١) د / عبد المنعم تليمة ـ مداخل إلى علم الجمال الأدبى ـ دار الثقافة بالقاهرة ـ ١٩٧٣.