الفعل ؛ نحو أخذ يأخذ ، وأخذ وآخذ.
فإن قلت : فكذلك أيضا يد ، ودم ، وأخ ، وأب ، وغد ، وفم ، ونحو ذلك ؛ ألا ترى أن الجميع تجده متصرفا وفيه ما حذف منه ؛ وذلك نحو أيد وأياد ويدىّ ، ودماء ودمىّ ، وأدماء والدما فى قوله :
* فإذا هى بعظام ودما (١) *
وإخوة وأخوّة ، وآخاء وأخوان ، وآباء ، وأبوّة وأبوان :
* ... وغدوا بلاقع (٢) *
وأفواه وفويه ، وأفوه وفوهاء وفوه ، قيل : هذا كله إن كان قد عاد فى كل تصرّف منه ما حذف من الكلمة التى هى من أصله ، فدلّ ذلك على محذوفه ، فليست الحال فيه كحال خذ من أخذ ويأخذ. وذلك أنّ أمثلة الفعل وإن اختلفت فى أزمنتها وصيغها فإنها تجرى مجرى المثال الواحد ، حتى إنه إذا حذف من بعضها شيء عوّض منه فى مثال آخر من أمثلته ؛ ألا ترى أنهم لمّا حذفوا همزة يكرم ونحوه عوّضوه منها أن أوجدوها فى مصدره ، فقالوا : إكراما. وكذلك بقيّة الباب. وليس كذلك الجمع (والواحد) ، ولا التكبير والتصغير (من الواحد) لأنه ليس كل واحد من هذه المثل جاريا مجرى صاحبه ، فيكون إذا حذف من بعضها شيء ثم وجد ذلك المحذوف فى صاحبه كان كأنه فيه ، وأمثلة الفعل إذا حذف من أحدها شيء ثم وجد ذلك المحذوف فى صاحبه صار كأنه فى المحذوف منه نفسه ، فكأن لم يحذف منه شيء.
فإن قلت : فقد نجد بعض ما حذف فى الأسماء موجودا فى الأفعال من معناها
__________________
(١) عجز بيت من الرمل ، وهو بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣٠٧ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٩٧ ، وتخليص الشواهد ص ٧٧ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٩١ ، ٤٩٣ ، والدرر ١ / ١١١ ، ورصف المبانى ص ١٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٧٧ ، وشرح المفصل ٥ / ٨٤ ، ولسان العرب (برغز) ، (أطم) ، (أبى) ، والمنصف ٢ / ١٤٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٣٩ ، وتاج العروس (يدى).
(٢) بعض بيت من الطويل ، وهو للبيد فى ديوانه ص ١٦٩ ، وأمالى المرتضى ١ / ٤٥٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٤ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٨٤ ، ولسان العرب (غدا) ، ولذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٨٧ ، وللبيد أو لذى الرمة فى تاج العروس (غدا) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٧ / ٤٧٩ ، والكتاب ٣ / ٣٥٨ ، والمنصف ١ / ٦٤ ، ٢ / ١٤٩.