يا قاتل الله بنى السعلات |
|
عمرو بن يربوع شرار النات |
غير أعفّاء ولا أكيات (١) |
فأبدل السين تاء.
فإن قلت : فإنا نجد للمرمريت أصلا يحتازه إليه وهو المرت (٢) ، قيل : هذا هو الذى دعانا إلى أن قلنا : إنه قد يجوز أن تكون التاء فى مرمريت بدلا من سين مرمريس. ولو لا أن معنا مرتا لقلنا فيه : إن التاء بدل من السين البتّة ، كما قلنا ذلك فى ستّ ، والنات ، وأكيات. فإن قال قائل منتصرا لأبى إسحاق : لا ينكر أن يأتى فى المعتلّ من الأمثلة ما لا يأتى فى الصحيح ؛ نحو سيد وميت ، وقضاة ودعاة ، وقيدودة ، وصيرورة ، وكينونة ، وكذلك يجيء فى المضاعف ما لا يأتى فى غيره من تكرير الفاء. بل إذا كانوا قد كرّروها فى مرمريت ، ومرمريس ، ولم نر فى الصحيح فيعلا ولا فعلة فى جمع فاعل ، ولا فيعلولا مصدرا كان ما ذهب إليه أبو إسحاق من تكرير الفاء فى المضاعف أولى بالجواز ، وأجدر بالتقبّل ، فهو قول ، غير أن الأول أقوى ؛ ألا ترى أن المضاعف (لا ينتهى) فى الاعتلال إلى غاية الياء والواو ، وأن ما أعلّ منه فى نحو ظلت ، ومست ، و (ظنت فى ظننت) ، وتقصّيت ، وتقضّيت ، وتفضّيت من الفضّة ، وتسرّيت من السّرّيّة ، ليس شيء من إعلال ذلك ونحوه بواجب ، بل جميعه لو شئت لصحّحته ، وليس كذلك حديث الياء والواو والألف فى الاعتلال ، بل ذلك فيها فى عامّ أحوالها التى اعتلّت فيها أمر واجب أو مستحسن فى حكم الواجب ، أعنى باب حارىّ ، وطائى وياجل ، وياءس ، وآية فى قول سيبويه. فإن قلت فقد قرأ الأعمش بعذاب بيئس ، فإنما ذاك لأن الهمزة وإن لم تكن حرف علّة فإنها معرّضة للعلّة ، وكثيرة الانقلاب عن
__________________
(١) الرجز لعلباء بن أرقم فى لسان العرب (نوت) ، (سين) ، (تا) ، ونوادر أبى زيد ص ١٠٤ ، وتاج العروس (كيت) ، (نوت) ، (عسل) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (أنس) ، (مرس) ، والإنصاف ١ / ١١٩ ، وجمهرة اللغة ص ٨٤٢ ، والحيوان ١ / ١٨٧ ، ٦ / ١٦١ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٥٥ ، وسمط اللآلى ص ٧٠٣ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٣ / ٢٢١ ، وشرح المفصل ١٠ / ٣٦ ، ٤١ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٠٩ ، والممتع فى التصريف ١ / ٣٨٩ ، ونوادر أبى زيد ص ١٤٧ ، والمخصص ٣ / ٢٦ ، ١٣ / ٢٨٣ ، وتاج العروس (سين).
(٢) المرت : هو المكان لا نبت فيه.