فلمّا كانا كذلك ـ وإنما بينهما اختلاف حرف اللين لا غير ، ومعلوم مع ذلك قرب الياء من الألف ، وأنها أقرب إلى الياء منها إلى الواو ـ كسّر أحدهما على ما كسّر عليه صاحبه ، فقيل : درع دلاص ، وأدرع دلاص ، كما قيل : ظريف وظراف ، وشريف وشراف.
ومثل ذلك قولهم فى تكسير عذافر ، وجوالق : عذافر ، وجوالق ، وفى تكسير قناقن : قناقن ، وهداهد : هداهد ؛ قال الراعى :
كهداهد كسر الرّماة جناحه |
|
يدعو بقارعة الطريق هديلا (١) |
فألف عذافر زيادة لحقت الواحد للبناء لا غير ، وألف عذافر ألف التكسير ، كألف دراهم ، ومنابر. فألف عذافر تحذف كما تحذف نون جحنفل فى جحافل ، وواو فدوكس ، فى فداكس ، وكذلك بقيّة الباب.
وأغمض من ذلك أن تسمى رجلا بعبالّ وحمارّ ، جمع عبالة ، وحمارّة ، على حدّ قولك : شجرة وشجر ، ودجاجة ودجاج ، فتصرف ، فإن كسّرت عبالا ، وحمارّا هاتين ، قلت : حمارّ ، وعبالّ ؛ فلم تصرف ؛ لأن هذه الألف الآن ألف التكسير ، بمنزلة ألف مخادّ ، ومشادّ ، جمع مخدّة ومشدّ. أفلا نرى إلى هاتين الألفين كيف اتّفق لفظاهما واختلف معناهما ، ولذلك لم تصرف الثانى لما ذكرنا ، وصرفت الأوّل ؛ لأنه ليست ألفه للتكسير ، إنما هى كألف دجاجة ، وسمامة ، وحمامة.
ومن ذلك أن توقع فى قافية اسما لا ينصرف منصوبا فى لغة من نوّن القافية فى الإنشاد ؛ نحو قوله :
* أقلّى اللوم عاذل والعتابن (٢) *
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو للراعى النميرى فى ديوانه ص ٢٣٨ ، ولسان العرب (هدد) ، (هدل) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٦٢ ، وجمهرة اللغة ص ١٩٤ ، وتهذيب اللغة ٥ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، وكتاب العين ٣ / ٣٤٧ ، ومجمل اللغة ٤ / ٤٤٧ ، وتاج العروس (هدد) ، (هدل) ، والمخصص ٨ / ١٣٤ ، والحيوان ٣ / ٢٤٣ ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٦٨٣.
(٢) صدر بيت من الوافر ، وهو لجرير فى ديوانه ص ٨١٣ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (روى).