ومنه قولهم حكاية عن الشيخ : بما لا أخشّى بالذئب ؛ أى هذا الضعف بتلك القوّة.
ومنه أبيات العجّاج [أنشدناها سنة إحدى وأربعين](١) :
إمّا ترينى أصل القعّادا |
|
وأتّقى أن أنهض الإرعادا |
من أن تبدّلت بآدى آدا |
|
لم يك ينآد فأمسى انآدا (٢) |
وقصبا حنّى حتّى كادا |
|
يعود بعد أعظم أعوادا (٣) |
فقد أكون مرّة روّادا |
|
أطّلع النجاد فالنجادا |
وآخر من جاء به على كثرته شاعرنا [فقال] :
وكم دون الثويّة من حزين |
|
يقول له قدومى ذا بذاكا (٤) |
فكشفه وحرّره. ويدلّ على الانتفاع بالتأسّى فى المصيبة قولها :
ولو لا كثرة الباكين حولى |
|
على إخوانهم لقتلت نفسى |
وما يبكون مثل أخى ولكن |
|
أعزّى النفس عنه بالتأسىّ (٥) |
ومنه قول أبى دواد :
ويصيخ أحيانا كما اس |
|
تمع المضلّ لصوت ناشد (٦) |
__________________
(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ٢ / ٢٨٢.
(٢) الآد : القوة كالأيد. وانئاد : انثنى واعوج.
(٣) القصب : كل عظم ذى مخ.
(٤) البيتان من الوافر ، وهما بلا نسبة فى المخصص ١٦ / ٢٢.
(٥) الشعر من مرثيتها لأخيها صخر ، وانظر الديوان ٤٩. (نجار).
(٦) البيت من مجزوء الكامل ، وهو لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٣٠٧ ، ولسان العرب (صيخ) ، (نشد) ، وجمهرة اللغة ص ٦٥٢ ، وتهذيب اللغة ٧ / ٤٧٩ ، ١١ / ٣٢٣ ، ٣٢٤ ، والمعانى الكبير ص ٧٥٣ ، وتاج العروس (صيخ) ، (نشد) ، (سمع) ، وبلا نسبة فى المخصص ١٣ / ١٥١.