بأهله بنى بيتا من أدم أو قبة أو نحو ذلك من غير الحجر والمدر ، ثم دخل بها فيه ، فقيل لكل داخل بأهله : هو بان بأهله ، وقد بنى بأهله. وابتنى بالمرأة هو افتعل من هذا اللفظ ، وأصل المعنى منه. فهذا كله على التشبيه لبيوت الأعراب ببيوت ذوى الأمصار. ونحو من هذه الاستعارة فى هذه الصناعة استعارتهم ذلك فى الشرف والمجد ؛ قال لبيد :
فبنى لنا بيتا رفيعا سمكه |
|
فسما إليه كهلها وغلامها (١) |
وقال غيره :
بنى البناة لنا مجدا ومأثرة |
|
لا كالبناء من الآجرّ والطين |
وقال الآخر (٢) :
لسنا وإن كرمت أوائلنا |
|
يوما على الأحساب نتّكل |
نبنى كما كانت أوائلنا |
|
تبنى ، ونفعل مثل ما فعلوا |
ومن الضرب الأول قول المولّد :
وبيت قد بنينا فا |
|
رد كالكوكب الفرد |
بنيناه على أعم |
|
دة من قضب الهند |
وهذا واسع غير أن الأصل فيه ما قدمناه.
* * *
__________________
(١) البيت من الكامل ، وهو للبيد فى ديوانه ص ٣٢١ ، ولسان العرب (بنى) ، وتاج العروس (بنى).
(٢) هو عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب. انظر كامل المبرد بشرح المرصفى ص ١٧٥ ج ٢. وفى معجم الشعراء للمرزبانى ٤٠٠ نسبتهما إلى معن بن أوس.