في تطوّله علينا وعليكم. وان منعنا ذلك فلعلمه (١) بأن الذي فعله ، كاف فيما أراده منا.
قال : فلما فرغ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من كلامه هذا ، أنطق الله البساط.
والحديث طويل ، مضمونه : ان كلّا من البساط والسوط والحمار شهد بالوحدانية والنبوة والولاية. وظهر من كل منها آيات عجيبة. ولم يؤمن أحدهم الا أبو لبابة ، فانه أظهر الإسلام ولم يحسن إسلامه.
ثم قال ـ عليه السلام : فلما انصرف القوم من عند رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولم يؤمنوا ، أنزل الله : يا محمد! (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ)» في العظة (٢) (أَأَنْذَرْتَهُمْ) ووعظتهم وخوفتهم (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) ، لا يصدقون بنبوتك وهم قد شاهدوا هذه الآيات وكفروا فكيف يؤمنون [بك عند قولك ودعائك] (٣).
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦) : سواء ، اسم مصدر. بمعنى الاستواء. أجري على ما يتصف بالاستواء ، كما يجرى المصادر ، على ما يتصف بها. وهو مرفوع على أنه خبر «ان».
وقوله (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) ، بتأويل المصدر. مرفوع على الفاعلية ، أي : ان الذين كفروا مستو عليهم إنذارك وعدمه. أو هو مرفوع بالابتداء. وسواء خبره مقدما عليه. والفعل ، انما يمتنع الاخبار عنه ، إذا أريد به تمام ما وضع له ، أما لو أطلق وأريد به اللفظ ومطلق الحدث المدلول عليه ـ ضمنا ـ على الاتساع فلا. وانما عدل عنه ، الى الفعل ، لما فيه من إيهام التجدد وحسن دخول الهمزة.
__________________
(١) أ : فلعله.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) يوجد في المصدر.