قال : فلما أصبح رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وغص مجلسه بأهله. وقد جد بالأمس ، كل من خيارهم ، في خير عمله وإحسانه الى ربه ، و (١) قدم يرجو أن يكون هو ذلك الخير الأفضل.
قالوا : يا رسول الله! من هذا؟ عرّفناه بصفته. وان لم تنص لنا على اسمه.
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : هذا ، الجامع للمكارم ، الحاوي للفضائل ، المشتمل على الجميل ـ ثم بعد ذكر كلام طويل ، مشتمل على كرامات ومجاهدات ، وقعت في تلك الليلة من أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ذكر أنه (٢) قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلي عليه السلام : انظر! فنظر الى عبد الله بن أبيّ والى سبعة من اليهود.
فقال : شاهدت ختم الله على قلوبهم وأسماعهم (٣).
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : أنت ، يا علي! أفضل شهداء الله في الأرض بعد محمد رسول الله.
قال : فذلك قوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) ، تبصرها الملائكة. فيعرفونهم بها. ويبصرها رسول الله ، محمد. ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب.
وفي عيون الأخبار (٤) : بإسناده الى ابراهيم بن أبي محمود ، قال : سألت أبا الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ عن قول الله ـ عز وجل : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ).
__________________
(١) ليس في المصدر.
(٢) ليس في أ.
(٣) المصدر : على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.
(٤) عيون الاخبار ١ / ١٢٣.