المؤمن ، اشتقوا الايمان ، لأنفسهم. وهذا شركه (١) في التوحيد. (يُخادِعُونَ اللهَ) أي يظهرون بألسنة أقوالهم الظاهرة ، ما لم يتحققوا به في بواطنهم ، وهو الايمان بالله.
فلا يوافق ظاهرهم ، باطنهم ، وكذلك يخادعون الذين آمنوا ، أي : الذين تجلى عليهم بالاسم المؤمن. فسوى هذا التجلي في ظاهرهم وباطنهم. فآمنوا صورة وحقيقة (وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ). إذ الأشياء في حقيقة الوحدة الجمعية إلاهية ، متحدة ، بعضها مع بعض. ومع تلك الحقيقة ، ايضا ، فكل شيء نفس الأشياء الاخر. ونفس تلك الحقيقة ، ايضا من هذه الحيثية. «و» لكنهم «ما يشعرون» بذلك الاتحاد ، لاغتشاء مشاعرهم ، بصورة التعينات الحجابية والتعددات المظهرية ، في قلوبهم التي من صفتها ، صحة التقلب مع الشؤون الالهية ، بحيث لا يحجبها شأنا (٢) من شهوده تعالى «مرض» (٣) يضاد هذه الصحة. ويمنعها عن الظهور.
(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) على مرض ، بازدياد أضداد تلك الصحة. وتتابعها. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) بسبب كذبهم في قولهم «آمنا» وتكذيبهم إياه ، بحسب حالهم.
والغرض من نقل أمثال هذه المباحث ، الاطلاع على الآراء الكاسدة والاهواء المضلة. فان الحق يعرف بضده.
و «في شرح الآيات الباهرة» : (٤) وقد جاء في هذه الاية ، منقبة عظيمة وفضيلة جسيمة ، لمولانا أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ في تفسير الامام العسكري ـ عليه السلام ـ (٥) : قال : قال موسى بن جعفر عليهما السلام : ان رسول الله ـ صلى الله
__________________
(١) ر : شركة.
(٢) النسخ : شأن.
(٣) النسخ : مرضا.
(٤) ليس في أ.
(٥) تفسير العسكري / ٥٧.