وهذا اليأس هو أخطر عدو للبحث ، وهو وراء أكثر من نصف الجهل الموجود لدى الناس ، واليأس لا يزول الا بالتوكل على الله ، لذلك قال إبراهيم (ع) وهو يعاني من صدمة الفشل :
(لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)
[٧٨] إذا كان جمال القمر قد دفع إبراهيم (ع) الى اتخاذه إلها مؤقتا فأن كبر الشمس وضخامتها ، بالاضافة الى جمالها دفعه هذه المرة الى مثل ذلك.
(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ)
وكانت صدمة الفشل الهائلة والمتكررة حيث اختفت الشمس العملاقة وراء الأفق. هذه الصدمة نقلت إبراهيم من واد لواد آخر ، من وادي مجتمعة الى رحاب الحقيقة.
(فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)
فتجعلون الشمس وهي خلق مما خلق الله شريكة لرب العالمين ، بينما شريك الألوهية يجب أن يكون قادرا حرا مريدا ما يشاء ، والشمس مسخرة بأمر ربها ، لا تستطيع ان تخالف امر الله في الطلوع والغروب.
التسليم المطلق .. المرحلة الاخيرة :
[٧٩] ترك إبراهيم (ع) الخلق واستقبل بوجهه الخالق ، ترك الطبيعة الى مسخرها ومدبر أمرها ، وقال :
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ)
اي اتخذت الله طريقا ، ومرضاته هدفا.