(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ)
[٨٦] واخرين اتبعوهم على الهدى ـ وفضلهم الله على الناس لهذا السبب ـ.
(وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ)
بعلمهم وجهادهم.
ان هذه الأسماء اللامعة في سماء الانسانية معروفة لمن يتلو آيات القرآن ، حيث ذكرها الله أكثر من مرة ، وفصّل كثيرا من قصص حياتهم ، وعبر تاريخهم ، وانما فعل ذلك ليصبحوا قدوات للبشر ، وليقول لهم : أيها الناس إن هؤلاء كانوا بشرا مثلكم ولكنهم أحسنوا فهداهم الله ، وأصبحوا ثناء على كل لسان ، ومثلا لكل فضيلة أفلا تقتدوا بهم وتتبعوا منهجهم؟!
ويلاحظ المتدبر في نهايات هذه الآيات الثلاث ان الله سبحانه ذكر صفات ثلاث لهؤلاء الصفوة (الإحسان ، والإصلاح ، والتفضيل) ويبدو أنها صفات متدرجة ، فالاحسان هو العطاء ، والخروج عن سجن الذات ، وقوقعة الانانية الى رحاب الحق ، وخدمة الآخرين ، انه سبب الهداية ، بل سبب كل خير ، اما الهداية فهي من الله سبحانه ، وبالاسلوب الذي ذكره ربنا سبحانه بالنسبة الى إبراهيم ـ عليه السّلام ـ والصفة الثانية هي الصلاح ، وهي عاقبة الهداية ، وأثرها في حياة البشر ، حيث تجعل منه إنسانا متكاملا ، اما الصفة الاخيرة ، فهي نتيجة الهداية في الواقع الاجتماعي. حيث يصبح البشر أفضل العالمين.
[٨٧] لم تكن هذه الأسماء التي ذكرت سوى رموز ، ولن تكون هي الوحيدة في هذا الطريق بالرغم من أنها كانت أبرزها ، لذلك يذكرنا القرآن ببقية الذين ساروا على ذات النهج.