فبسمعه يحيط علما بكل صغيرة وكبيرة من حوادث الحياة ، وبعلمه الواسع يحيط بأصل الحياة وأولها وآخرها و.. و.. ، فعلمه جديد قديم. محيط بالجزئيات والكليات ، فهو إذا تام الكلمات صدقا وعدلا.
عند ما لا تتبع رسالتك!
[١١٦] الرسالة الالهية التامة قائمة على أساس الصدق والعدل ، الصدق في القول والعمل ، والعدل كهدف لهذا الصدق ، اما الثقافات الجاهلية ، فانها قائمة على أساس الظن والتخرص ، فما هو الظن؟
الظن : هو التصور النابع من الأهواء الذاتية والشهوات والضغوط ، أو هو ما تصنعه أنت في ذهنك. لا لكي تطبقه على الواقع الخارجي ، بل ليكون بديلا عنه ، مثلا : تصورات الشعراء عن الحياة ظنون. لأنها لا تهدف كشف الحياة كما هي ، بل تهدف تصويرها حسب مذاق الشاعر ، ولذلك قيل «الشعر أعذبه أكذبه» كذلك حين تتصور أن نظام الطاغوت يجب ان يبقى لا لشيء الا لأنه يحقق مصالحك الذاتية ، وقد تأتي بأدلة متشابهة لإثبات ذلك ، ولكنها جميعا تأتي لإثبات قصور مصدره حب الذات لا كشف الحقيقة.
والظن يختلف عن العلم في أنه قائم بذاته ، بينما العلم قائم بالحقيقة ، مثلا : علمك ببزوغ القمر قائم على أساس وجوده ، فاذا أفل زال علمك ، أما إذا تصورت القمر على جدار بيتك ، فان هذا التصور قائم بذاته ، ومثله كلوحة جميلة تصور القمر. سواء كان هناك قمر أم لا.
والبشر قد يتبع الخرص والاحتمال ، وذلك حين لا يرى ضرورة لكشف لحقيقة ، فيفترض افتراضات حولها ، مثلما كان الناس يقولون عن السماء والنجوم لأشياء لا برهان لهم بها سوى الاحتمال.