(فَظَلَمُوا بِها)
أيّ بتلك الآيات ، والآيات هي العلامات التي تدل على الحقيقة ، والظلم بها يعني ظلم الحقيقة أو بالأحرى ظلم الإنسان لنفسه عن طريق ظلم الحقيقة وكفره بآياتها.
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)
أو لم يهلكوا بخزي وعار ، إن الفساد هو كل حركة مخالفة لسنن الله في الحياة ، ومخالفة لآيات الحقيقة ، وإذا تدبرنا في هذه المجموعة من الآيات ابتداء من الآية (٥٦) من هذه السورة حيث تقول : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) وحتى آخر القصص التي تحكي عن صراع الأنبياء مع مجتمعاتهم الجاهلية يتبين لنا هذا المعنى العام للفساد وهو مخالفة سنن الله وآيات الحقيقة.
[١٠٤] والله سبحانه يصلح العالم ، وينزل عليه بركاته ، ويكمل وجوده ويطوره نحو الأفضل ، فهو رب العالمين ، ولذلك فهو يبعث رسولا من لدنه الى البشر لذات الغاية التي من أجلها سخر الشمس والقمر والنجوم ، ولذات الهدف الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته.
(وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ)
بين التكذيب والتصديق :
[١٠٥] كان الرسل (عليهم السلام) يؤكدون في دعوتهم على هذه الحقيقة وهي : أن الكذب على الله جريمة كبيرة وذنب عظيم ، وهذا التأكيد يكشف للناس أنهم (عليهم الصلاة والسلام) لا بدّ أن يكونوا واحدا من نوعين من الرجال : فاما أن يكونوا مجرمين من الدرجة الاولى ـ حاشاهم ـ وسيرتهم حافلة بالأمانة