بينما كان الواجب عليهما تربيته على أساس سليم ، وفصله عن سلبيات الشركاء أنى كانوا ، وتحريره لله وجعله مرتبطا به وبرسالاته ، ذلك الرب الذي أعطاهما إياه وجعله صالحا غير فاسد ، ولكنهما هما اللذان أفسداه،وكما قال الرسول(صلّى الله عليه وآله) :
كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه) (١)
والله أعلى من الشركاء ، والحق الموصى من عنده سوف يجرف غثاء الشركاء وزبدهم ، ويحرر الناس من يد الفاسدين.
قابلية الانهزام والاستعمار :
[١٩١] والناس لا يفكرون ما هي قوة الطاغوت ، أو قوة الرأسمالية ، أو علماء السوء؟ إنهم ضعفاء لولا تسليم الناس لهم ، وخضوعهم لسيطرتهم الظالمة ، إن هؤلاء الشركاء لا يخلقون شيئا بل هم الذين يخلقون ، يخلقهم الله ، فيسرقون إمكانات الناس ، ويفرزهم الوضع الفاسد.
(أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)
إن الطاغوت مخلوق لله ، ولكنه في الوقت ذاته يستغل جهل الناس وغفلتهم ، واطماع طائفة منهم وصغر نفوسهم ، يستغلها في خلق قوة ضاربة له يتسلط بها على المستضعفين ، فكيف يخضع البشر لبشر مثله مخلوق غير خالق؟ خلقه الله وصنعه الوضع الفاسد؟
[١٩٢] أنهدف من وراء اتباع السلطان ، أو التسليم للوضع الفاسد ، الركون الى
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٣ / ٢٨١ / ح ٢٢