تصبح كذلك حتى ولو صدرت هذه الأعمال منه ، لان الإنسان قد خلق في أحسن تقويم ، وانما الأعمال السيئة هي من عمل الشيطان ومن وحيه ، ومما يزينه للإنسان.
أشراط العذاب :
[٤٤] لقد أتم الله حجته على هذه الفئة ، أرسل إليهم رسالة ورسولا ، وأخذهم بالبأساء والضراء ليكون ذلك رسالة واقعية وعملية لهم ، ولكنهم لم ينتفعوا بواحدة من الحجتين .. وها هي ساعة العذاب ، فكيف يعذبهم الله؟
إن الله يمهّد للانتقام بفتح أبواب الرزق عليهم من كل صوب ، ثم حين يصلون الى مرحلة الإشباع التام ، ولا تبقى في قلوبهم ذرة من ايمان يأتيهم العذاب فجأة.
(فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ)
مما تصوروا انه خير لهم ، ولم يكن خيرا ، بل هو شر عظيم ، ففتح الله عليهم أبواب الطعام ، والجنس والشهرة ، لأنهم لم يتقيدوا بشيء اسمه دين أو ضمير أو نظام ، بل أخذوا يتمتعون بما في الحياة من دون قيد أو شرط. أسرفوا في كل ما هو لذيذ. طيبا كان أو خبيثا ، وأسرفوا في الجنس مشروعا كان أو شذوذا ، وأسرفوا في التظاهر بالصلاح أو الفساد ، ولكن الى متى تبقى موارد الطعام والجنس والشهرة ، وكم هي قدرة البشر على استيعابها؟! بالطبع أن هناك حدودا تنفذ عندها موارد الطبيعة ، وتنهك قدرة البشر على استيعابها ، وهي التي نسميها مرحلة الإشباع ، والتي تنعكس على النفس في حالة (الفرح) أي الشعور بالكمال والغنى والإشباع ، وعندها يكون السقوط المفاجئ.
(حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ)
ويكون السقوط المفاجئ نتيجة تراكمات الإسراف الدائم ، ولكن لحظة