ظافر الحداد في بركة الحبش :
تأمّلت نهر النيل طولا وخلفه |
|
من البركة الغنّاء شكل مقدّر |
فكان وقد لاحت بشطّيه خضرة |
|
وكانت وفيها الماء باق موفّر |
غمامة شرب في جواشن (١) خضرة |
|
أضيف إليها طيلسان مقوّر |
أبو الصلت أميّة (٢) بن عبد العزيز الأندلسيّ :
لله يوم (٣) ببركة الحبش |
|
والأفق بين الضياء والغبش |
والنّيل بين (٤) الرياح مضطرب |
|
كصارم في يمين مرتعش |
ونحن في روضة منوّقة |
|
دبّج بالنّور عطفها ووشي |
قد نسجتها يد الغمام لنا |
|
فنحن من نسجها على فرش |
ذكر ما قيل في الأنهار والأشجار زمن الشتاء والربيع من الأشعار
شمس الدين بن التّلمسانيّ :
ولمّا جلا فصل الربيع محاسنا |
|
وصفّق ماء النهر إذ غرّد القمري (٥) |
أتاه النسيم الرطب رقّص دوحه |
|
فنقّط وجه الماء بالذهب المصري |
وقال :
تغنّت في ذرا الأوراق ورق |
|
ففي الأفنان من طرب فنون |
وكم بسمت ثغور الزّهر عجبا |
|
وبالأكمام قد رقصت غصون |
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن فتحون المخزوميّ يصف نارنجة في نهر :
ولقد رميت مع العشيّ بنظرة |
|
في منظر غضّ البشاشة يبهج |
نهر صقيل كالحسام بشطّه |
|
روض لنا تفّاحه يتأرّج |
تثني معاطفه الصّبا في بردة |
|
موشيّة بيد الغمامة تنسج |
__________________
(١) الجوشن : الدرع.
(٢) في الأعلام : ٢ / ٢٣ : هو أمية بن عبد العزيز الأندلسي الداني المتوفي سنة ٥٢٩ ه.
(٣) في الخطط المقريزية : ٢ / ١٥٤ : يومي.
(٤) في الخطط المقريزية : ٢ / ١٥٤ : تحت.
(٥) القمري : ضرب من الحمام حسن الصوت.