وما يرى أن أكون عبدا
فقام مظفّر على قدميه ، وقال :
بالملك الكامل احتماه
العالم العامل الذي في |
|
كل صلاة ترى إياه |
ليث وغيث وبدر تمّ |
|
ومنصب جلّ مرتقاه |
قال الحافظ عبد العظيم المنذريّ : أنشأ الملك الكامل دار الحديث بالقاهرة ، وعمر القبّة على ضريح الشافعيّ ، وأجرى الماء من بركة الحبش (١) إلى حوض السبيل والسّقاية على باب القبّة المذكورة ، ووقف غير ذلك من الوقوف على أنواع البرّ ، وله المواقف المشهودة بدمياط ، وكان معظّما للسّنّة وأهلها ، قال الذهبيّ : وكانت له إجازة من السّلفيّ ، وخرّج له أبو القاسم بن الصّفراويّ أربعين حديثا سمعها من جماعة.
وقال ابن خلكان : اتّسعت المملكة للملك الكامل ، حتّى قال خطيب مكّة مرّة عند الدعاء له : سلطان مكّة وعبيدها ، واليمن وزبيدها ، ومصر وصعيدها ، والشام وصناديدها ، والجزيرة ووليدها ، سلطان القبلتين ، وربّ العلامتين ، وخادم الحرمين الشريفين ، الملك الكامل أبو المعالي ناصر الدين محمد خليل أمير المؤمنين.
وكانت وفاته بدمشق يوم الأربعاء حادي عشري رجب سنة خمس وثلاثين وستّمائة.
[الملك العادل سيف الدين أبو بكر ، ثمّ الملك الصالح نجم الدين
أيوب]
وأقيم بعده ولده الملك العادل أبو بكر ، وكان نائب أبيه بمصر مدّة غيبته ، فبلغ أخاه الأكبر الملك الصالح نجم الدين أيّوب بن الكامل صاحب حصن كيفا (٢) ، فقدم ،
__________________
(١) بركة الحبش وهي في ظاهر مدينة الفسطاط من قبليها فيما بين الجبل والنيل. [الخطط المقريزية : ٢ / ١٥٢].
(٢) في معجم البلدان : حصن كيفا : قلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر.