وعلى السّدّ عزّة قبل أن |
|
تملكه ذلّة المحبّ الخضوع |
كسروا جسره هناك فحاكى |
|
كسر قلب يتلوه فيض دموع (١) |
ذكر الخليج الناصريّ
حفره الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة خمس وعشرين وسبعمائة (٢) ، لما بني الخانقاه بسرياقوس (٣) ، فأراد إجراء الماء من النيل إليها ليرتب عليه السواقي والزراعات ، وفوّض أمره إلى أرغون النائب ، فحفر في مدّة شهرين من أول جمادى الأولى إلى سلخ جمادى الآخرة ، وبنى فخر الدين ناظر الجيش عليه قنطرة ، وبنى قديدار والي القاهرة قنطرة قديدار وقناطر الإوزّ (٤) وقناطر الأميريّة (٥).
ذكر بركة الحبش
قال ابن المتوّج : هذه البركة مشهورة في مكانها ، وقد اتصل وقفها على قاضي القضاة بدر الدين (٦) بن جماعة على أنّها وقف على الأشراف الأقارب والطالبيّين نصفين بينهما بالسويّة ، النّصف على الأقارب والنصف على الطالبيّين ، وثبت قبله عند قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاريّ أنّ النصف منها وقف على الأشراف الأقارب بالاستفاضة بتاريخ ثاني عشر ربيع الآخر (٧) سنة أربعين وستمائة ، وثبت قبله عند قاضي القضاة عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السلام بالاستفاضة أيضا أنّها وقف على الأشراف والطالبيّين بتاريخ التاسع والعشرين من ربيع الآخر سنة أربعين وستمائة.
وفي سنة إحدى وأربعين وسبعمائة أمر الناصر بن قلاوون بحفر خليج من النيل إلى حائط الرّصد ببركة الحبش ، وحفر عشر آبار ، كلّ بئر أربعون ذراعا ، يركب عليها السواقي ليجري الماء منها إلى القناطر التي تحمل الماء إلى القلعة ، فشقّ الخليج من مجرى رباط الآثار ، وكان مهمّا عظيما ، وأمر الناصر في هذه السنة بتجديد جامع راشدة ، وكان قد تهدّم غالبه.
__________________
(١) الخطط المقريزية : ٢ / ١٤٤.
(٢) في النجوم الزاهرة : ٩٠ / ٦٧ ، والخطط المقريزية : ٢ / ١٤٥.
(٣) انظر الخطط المقريزية : ٢ / ٤٢٢.
(٤) انظر الخطط المقريزية : ٢ / ١٤٨.
(٥) انظر الخطط المقريزية : ٢ / ١٤٨.
(٦) في الخطط المقريزية : ٢ / ١٥٣ : بدر الدين أبي عبد الله محمد بن سعد بن جماعة.
(٧) في الخطط المقريزية : ٢ / ١٥٣ : بتاريخ ثالث عشر ربيع الأول.