والأخرى بنو النير وكانتا عصبة لبني هناءة وخصمهم واحد ، ثم وقعت الفرقة بين بني معن وبني النير وسبب ذلك أن امرأة من بني معن دخلت زرعا لبني النير فمرت عليها أمة رجل من بني النير فقالت لها أخرجي من زرع سيدي فأبت ، فوقع بينهما الجدال فضربت الأمة المرأة ففقأت عينها ، وخرج ذات يوم جمل لبني النير ودخل زرعا لبني معن فقطعت أذنه ، فوقعت الفتنة بينهما وهذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين.
وأصل الفتنة كالنار اليسيرة تحرق الأشياء الكثيرة فافترق عند ذلك القوم فرقتين أما بنو معن وبنو شكيل فهم مع سليمان بن مظفر وبنو النير مع بني هناءة ، فعند ذلك سار خلف بن أبي سعيد إلى دارسيت ، هو وبنو عمه. وكان سليمان بن مظفر يومئذ بالبادية فعلم بذلك فأرسل إلى وزيره محمد بن خنجر أن قل لخلف يترك شأن القوم فأرسل إليه بالكف عن ذلك فغلب عن ذلك وأظهر أنه يريد الإصلاح بين بني معن وبني النير فأرسل الوزير إلى مولاه سليمان أن خلفا غلب عن الكف فندب سليمان بن مظفر إلى الوزير أن افعل في أموال بني هناة من القرية من كدم ، فأمر الوزير بإخراب أموال بني هناءة ، كانت تلك الأموال للشيخ خلف بن أبي سعيد فوقعت العداوة والبغضاء بينهما فأمر عند ذلك الشيخ خلف بني عمه أن أغزوا بهلا فغزوها فقتلوا من قتلوا منها ، فكتب الوزير محمد بن خنجر إلى سليمان بن مظفر بما جرى في بهلا فلما علم سليمان بذلك قفل من الشمال إلى بهلا وأراد الصلح بينهم وبين بني هناءة فلم يقع الصلح ، وهيأ كل واحد منهما الحرب لصاحبه فجمع السلطان سليمان ما عنده من العسكر ليقابل بني هناءة.
ولما علم بذلك الشيخ خلف أرسل إلى الأمير عمير بن حمير ملك سمايل ينتصر به على سليمان بن مظفر فأجابه إلى ذلك وجاء بمن عنده من القوم من سمايل ، فعلم بذلك سليمان بن مظفر فسار بعسكره إلى غبرة بهلا فالتقى هو